علي محمد إبراهيم الربدي

في ليلة الاثنين 20/10/1445هـ الموافق 2024/4/29م انتقل إلى رحمة الله الوجيه عبدالعزيز الصالح الدهش أحد رجال المال والأعمال والرياضة بمنطقة القصيم.

فقد ولد أبو سلمان بمدينة بريدة عام 1373هـ قد تزيد سنة أوسنتين وقد تنقص سنة أو سنتين.

أبو سلمان من الذين درسوا وتعلموا بمدارس بريدة، ومن طلاب المدرسة الفيصلية أول ابتدائية تفتح بمدينة بريدة والتي فتحت بأمر من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1356هـ قبل أن يكون هناك وزارة للمعارف أو مديرية للتعليم عندما تقدم بطلب إلى الملك عبدالعزيز- رحمه الله- المرحوم عبدالله السليمان العيسى وهو من رجالات الملك عبدالعزيز ومن الذين يسمح لهم فتح مدرسة ببريدة لتعليم أبنائها القراءة والكتابة والعلوم الحديثة لحاجة الكثير من أسرهم لقراءة الرسائل التى يرسلها رب الأسرة المتواجد مع عقيلات خارج البلاد، وقد استجاب الملك عبدالعزيز لطلبه وفتحت المدرسة عام 1356هـ وكانت تصرف مرتبات المعلمين من بيت المال قبل أن يكون هنالك مالية، وقد يكون الراتب الذى يصرف عبارة عن ريال عربي أو فرنسى أو مواد غذائية (قمح أو قهوة وربما كان الراتب رؤوساً من الأغنام).

تخرج المرحوم أبو سلمان من المدرسة الفيصلية عام 1387 - 1388 هـ والتحق بالمعهد العلمي ببريدة الذى فتح بالمدينة عام 1373هـ بناء على أمر صدر عن الملك سعود بن عبدالعزيز- رحمه الله-، وعين الشيخ محمد الناصر العبودي مدير المدرسة المنصورية مديرا للمعهد فكان أول مدير للمعهد وعين الشيخ عبدالله بن سليمان الربدي وكيلا لذلك المعهد.

تخرج المرحوم أبو سلمان من المعهد العلمي في بريدة وحصل على شهادة المعاهد العلمية بعد دراسة ست سنوات من غير رسوب عام 1391/1390هـ.

لم يواصل تعليمه بالكلية لكون كلية الشريعة واللغة العربية التي تقبل خريجي المعاهد العلمية بالرياض وليس لهما فروع فى ذلك الزمن بمناطق المملكة، ولبرّه بوالدته ترك الالتحاق بالكليات والسفر للرياض واتجه للعمل بالتجارة بمدينة بريدة، وقد وفق فيها حتى أنه صار واحدا من تجار بريدة الذين يشار إليهم بالبنان.

بدأ حياته العملية بالبيع والشراء بالسيارات خاصة سيارات الدسن التي كان يملك وكالتها بمنطقة القصيم أسرة المشيقح التي يرتبط معهم بالنسب، وحقق منها مكاسب بفضل النية الصادقة والبر بالوالدين والتعامل الصادق مع الناس.

ونظراً لنجاحاته بالبيع والشراء تم الاتفاق بينه وبين مؤسسة اليمامة الزراعية والمتخصصة في استيراد المواد والآلات الزراعية وتتعامل مع المزارعين أثناء النهضة الزراعية واستطاع بجهوده كسب ثقة المزارعين والتعامل معهم بكل صدق وإخلاص وأمانة، وكان سببا فى نجاح المؤسسة بمنطقة القصيم حتى هذا اليوم.

استقال من مؤسسة اليمامة بعد أن عمل بها سنوات طويلة وبدأ البيع والشراء بالعقار حتى أصبح واحداً من تجار العقار بمدينة بريدة.

وعبدالعزيز الدهش الذي جمع بين التجارة والرياضة كان من مشجعي نادي التعاون (الشباب سابقاً) ثاني ناد تأسس بمنطقة القصيم لم يكن لاعباً ولكنه كان مشجعاً للنادي من الصغر ومن الأعضاء الداعمين فى شبابه، وهذا ما جعل أعضاء النادي يعرضون رئاسة النادي عليه وبإجبار منهم قبلها وظل ما يقارب السنتين بالرئاسة ثم اعتذر وقدم استقالته.

وأبو سلمان من المواطنين المحبين لمدينة بريدة مسقط رأسه ومن جماعة بريدة المساهمين والمشاركين في أوقات المناسبات والاحتفالات.

والدهش أسر متعددة بمنطقة القصيم ونجد قد لا يعرف بعضهم بعضا فهناك دهش في بريدة ودهش بالمجمعة ودهش ما بين بريدة وعنيزة وهي الأسرة التى ينتسب إليها عبدالعزيز الصالح الدهش والتى يذكر عنهم الشيخ محمد الناصر العبودي بأنها قليلة العدد تسكن ما بين بريدة وعنيزة وتفرع منها أسر صغيرة آخرها أسرة الرشيد بفتح الشين على لفظ تصغير (رشِدْ).

وهم أهل تجارة وبيع وشراء بالذهب واشتهر منهم المرحوم محمد الدَّهَش الذي كان يعمل بعنيزة ويتاجر بالذهب ما بين عنيزة وبريدة، ومنهم سليمان عبدالله الدهش الذى يذكر عنه الشيخ محمد العبودي أنه اطلع على وثيقة مبايعة جرت بينه وبين الشيخ محمد بن عمر بن سليم عبارة عن بيع نخل بالمنطقة.

نسأل الله أن يتغمد الفقيد أبا سلمان عبدالعزيز بن صالح الدهش الذي عانى لسنوات من المرض بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل ما أصابه زيادة في حسناته ورفعة لدرجاته وأن يظله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة إنه سميع مجيب.

وعزاؤنا لأبنائه وبناته وإخوانه وأخواته خاصة ولأسرة الدهش فى بريدة وعنيزة عامة ونسأل الله أن يجعلهم خير خلف لخير سلف إنه سميع مجيب والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.