د.عبدالعزيز الجار الله
في العودة إلى ما ذكره سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- خلال جلسة حوارية خاصة ضمن الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض في 30 أبريل 2024:
رؤية السعودية 2030 عبارة عن مسيرة، وليست وجهة نهائية، مشيراً إلى أن منجزات المملكة الحالية ليست سوى طور البداية، وينبغي فعل المزيد، مما سيولد فرصاً عديدة للتعاون والنمو والتطوير مع مختلف الشركاء الدوليين. (واس، جريدة الجزيرة).
وما قدمه سمو ولي العهد في المنتدى الاقتصادي تقييما لمرحلة السنوات الثماني الماضية من أبريل 2016- أبريل 2024 التي تعد أهم المراحل لسنوات التأسيس والبنية التحتية للمشاريع استمرّت (8) سنوات، نتج عنه التركيز على المشاريع (5) الكبرى هي: القدية، شركة البحر الأحمر، نيوم، روشن، الدرعية. تضم داخلها العشرات من المشروعات الفرعية، تمثل نحو (60) مدينة جديدة ونواة مدن أخرى يتم تأسيسها في معظم مناطق المملكة، إضافة إلى أكثر من هذا الرقم مشروعات فرعية تغطي جوانب أخرى من التنمية، وهي مشروعات غير مسبوقة تنفذ في زمن واحدة، ومنشآت مرتبطة بموضوعات التنمية.
وأيضاً في 28 أبريل، 2024 قال وزير المالية محمد الجدعان، خلال مشاركته في المنتدى المفتوح ضمن أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الرياض: إن المملكة ستعدل خطتها المتعلقة برؤية 2030 لتحويل اقتصادها وفقاً لما تقتضيه الحاجة، مما يقلص حجم بعض المشروعات وتسريع وتيرة مشروعات أخرى. فالمملكة تركز على ضمان جودة النمو الاقتصادي المستقبلي، وتدرك أن التحديات التي تواجهها تتطلب المرونة. وقال: رؤية 2030 أسهمت في رسم الخطط الاقتصادية للمملكة، وأنها تبقى متعلقة بتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، وأنها تركز على النمو النوعي وليس الكمي. وأن القطاع الخاص هو أساس «رؤية 2030» ودور الحكومة يبقى تشريعياً وتنظيمياً، حيث أسهمت الرؤية في رسم الخطط الاقتصادية للمملكة.
إذن نحن أمام مرحلة جديدة تمتد من 2024 مرورا 2030 إلى 2040 التي ستعلن في 2027- 2028 وسط تغيرات دولية اقتصادية واستثمارية قد تكون ظروفها الاقتصادية أفضل من المرحلة الحالية التي تشهد تقلبات اقتصادية، كما أن المرحلة الأولى حتى 2023 من رؤية التنمية قد حددت أهم مشاريعها الـ(5) الكبرى، وبخاصة أن المملكة تستعد خلال السنوات الـ(10) القادمة لأهم الاستضافات العالمية معرض أكسبو الدولي 2030، وكأس العالم 2034، إضافة إلى الاستضافات القارية الآسيوية الرياضية لكرة القدم والعديد من الرياضات المختلفة الصيفية والشتوية، كذلك المؤتمرات الاقتصادية العالمية القادمة. فالسنوات (16) القادمة من 2024 - 2040 ستشد مدن جديدة ضمن مشروعات: الرياض والقدية ونيوم والدرعية وشمال البحر الأحمر، استضافات عالمية وسياحة دولية قد يصل العدد إلى أكثر من (200) مليون زائر وسائح، وربما زيادة في أعداد السكان ليصل فيه الرقم إلى (45) مليون نسمة من السعوديين وغير السعوديين، وزيادة في أعداد المناطق السعودية، والتحول الاقتصادي عبر تعدد مصادر الدخل، في مرحلة ما بعد النفط.