خالد بن حمد المالك
الرياضة - كرة القدم تحديداً- هي شاغل الناس، على امتداد العالم، وكل فريق بمستواه وبطولاته يستحوذ على حقه من الجمهور، حيث الإعجاب بإنجازاته وتميز لاعبيه، والأداء المميز في مبارياته، بما يجعل التفوق في حجم الجمهور يأتي امتداداً وتأثيراً بالتفوق في نوعية ومستوى اللاعبين، ومن ثم في كثرة البطولات.
* *
واهتمام المملكة بالرياضة، وتنظيم المنافسات، وتشجيع الأداء الجميل، والعمل على استقطاب اللاعبين العالميين، ضمن التوجه بأن تكون المملكة منافسة دولياً، شأنها شأن المنتخبات والفرق الرياضية العالمية، وهذا الاهتمام ينطلق من رؤية المملكة 2030، ويأتي امتداداً من تخصيص الأندية، وتطوير أداء إداراتها، وفق ما تم الإعلان عنه من تنظيم جديد لها.
* *
وبعد ما قاله رئيس برنامج استقطاب اللاعبين من أن المحترفين الأجانب المنضمين للأندية هم من اختيارها، ولا علاقة للبرنامج في اختيارهم، وقوله بأن التعاقدات تمت بعد موافقة برنامج الاستقطاب بناءً على مواصفات ومعايير محددة، وأن دعم الأندية تم بشكل متساوٍ، ولكن هناك أندية استفادت من الدعم لسداد ديونها، بينما استفادت أندية أخرى من مواردها في جلب النجوم، وأن مسؤولي الأندية على علم بمقدار ميزانياتهم المالية، وعلى علم بأن القيمة السوقية في الدوري في حدود أربعة مليارات.
* *
فإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من القول بأن برنامج الاستقطاب يعد أحد برامج إستراتيجية التحول في رابطة الدوري السعودي للمحترفين، وهو مشروع هدفه أن يصبح الدوري السعودي من بين أفضل عشرة دوريات في العالم، وضمن هذا الاهتمام فالبرنامج يعمل على توفير نهج مركزي لعمليات الانتقالات للوصول إلى أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
* *
وقد نجح برنامج الاستقطاب في إقناع النجوم العالميين بالمشروع السعودي، على الرغم من التنافس الكبير عليهم من الأندية العالمية، والبرنامج مساند وداعم للأندية في عمليات إدارة ملف اللاعبين، وليس المسؤول الوحيد عن تمويل كل الاستقطاب، بمعنى أن على الأندية أن تقوم بدورها في الاستقطاب، وفق مواردها كما كان ذلك في المواسم السابقة، وعدم الاعتماد على البرنامج بشكل كامل.
* *
ومع كل هذا، فإن البرنامج -كما هو معلن- يهدف إلى رفع القيمة التجارية للدوري السعودي للمحترفين، وزيادة مستوى التنافسية، وجذب المستثمرين، إضافة إلى المساهمة في رفع مستويات اللاعبين السعوديين الشباب، وبناء جيل مميز في لعبة كرة القدم من خلال الاحتكاك بأبرز النجوم العالميين، ولا يمكن للأندية أن تدعي الجهل بعدم تحديد المتطلبات الفنية، فخلاف الفترة الزمنية الماضية عقدت ثلاث ورش عمل واجتماعات مع كل ناد لمناقشة ما يتعلق بالمرحلة المقبلة استعداداً للموسم القادم.
* *
على أن البرنامج يعمل على توفير نهج مركزي لعمليات الانتقالات للوصول إلى أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وهو نهج لدى الأندية علم به، ويفترض أن تطبقه وصولاً إلى تحقيق أهدافها في تحسين المستوى المنشود، فالبرنامج يعمل حسب احتياجات الأندية، وهي المعنية باختياراتها وليس البرنامج، حيث يتم -كما هو معروف- عقد اجتماع مع النادي من قبل الأجهزة الفنية، ثم الرفع بالطلب للبرنامج.
* *
أخلص من كل هذا إلى القول، بأن على الأندية عدم تبرير خسارتها لمباراة أو بطولة بادعاء عدم المساواة بين الأندية في الدعم بدون دليل، ربما لامتصاص غضب الجمهور في فشل إدارة النادي في حسن اختيارها للاعبين، والهروب من المسؤولية في فشلها بإدارة النادي بشكل جيد، كما تفعل أندية أخرى، ومن المهم أن تُعالج الأندية جوانب التقصير الإدارية والفنية واستقطاب اللاعبين، مع كل موسم جديد، لأن هذا يساعد على نجاح المشروع بالسرعة المطلوبة.