عطية محمد عطية عقيلان
الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن (رحمه الله)، يعتبر من الرواد في شعر الحداثة، وله أثر فعال في وصول الشعر «الشعبي» بالوصول إلى العديد من متذوقي الشعر في الوطن العربي، ودخل قلوب مستمعيه عبر أمسياته الشعرية، ومن خلال كبار المطربين في الوطن العربي الذين تغنوا بشعره، لاقى القبول والحب من عشاق شعره، كانت مفرداته بسيطة وجياشه وتلامس الوجدان، ابتسامته وتواضعه أضفت على شخصيته جاذبية آسرة، تغنى بفخر وعز عن وطنه، فكان في غاية الابداع والفن في الوصف، كان يراه وطن «فوق هام السحب»، فريد بحكامه وناسه، مليء بالمجد والعز، بلد يرى أنه لا يعادله أي بلد، أحب وطنه ونظم فيه أعذب القصائد، كان رحمه الله، لغته سهلة مفهومة محببة، عصية على غيره، ومنذ تعاون الأول مع فنان العرب في أغنية «يا مركب الهند يابو دقلين» وصل للجمهور، كان حضوره يأسر الجمهور ويستمتع بعفويته وإلقائه الساحر الجذاب، عشق الليل وألفه وأصبحت «سوالف الليل» تعني مزيدا من الإنتاج والإبداع الشعري، أجمع كل من عرفه أو التقى به بالقبول الذي يحضر معه، والتواضع والبساطة والتأنق مع الجميع، كان مثالا للشاعر المرهف الحس، يؤثر فيه كل موقف إنساني، ليحوله إلى حكاية مروية عبر شعره، تغنى بالنخيل وتشبه به، أصر على التمسك بـ»جمرة غضى» حتى لو تحترق كفي، عبر عن العز والصبر بـ «عض النواجذ طبع والطبع غالب»، حياته في الساحة الشعرية امتدت لأكثر من 50 عاماَ، يرى أن مهنته الشعر، وأنه يعشق التحدي، وينجز أفضل الاعمال اذا كان تحت الضغط، عبر أن «قلبه أخضر»، بحب الأهل والاحباب والوطن، كرمته اليونيسيف عام 2019م على اسهاماته الشعرية، واهتمت وزارة الثقافة بتكريم «البدر» لمسيرته الشعرية لنصف قرن وذلك عبر، طبع دواوينه الشعرية الخمسة وضمها في «مجموعة الأعمال الشعرية» والتي وقع عليها في معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022م، كما اطلقت مبادرة نقلها إلى العالمية عبر ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، ومسيرة «البدر».
خاتمة: البدر شاعر اكتمل بدر شعره، وستبقى قصائده حية تشهد وتذكرنا بإبداعاته وإنسانيته وعاطفته الجياشة المليئة بالحب لوطنه وأهله ومحبيه، كانت آخر تغريداته في 29 أبريل 2024م، معبرة عما يجول بشعوره بقرب الفراق، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، حيث آخر ما نشر:
الناس ما همَّها ظروفكْ
كود الذي يحزن لغمّكْ
وإن شلت حملك على كتوفكْ
بتموت ما احدٍ ترى يمّكْ