خالد بن حمد المالك
إذا تحدث ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان فعلى العالم أن يُصغي ويَستمع إلى ما سوف يَستلهم الحكمة وحُسن التصرّف من سُموه، والبناء على قول سموه بما يُؤمّن للعالم تحقيق تطلعاته وآماله نحو آفاق المستقبل، فالأمير له رؤية تميزه عن كثير مما اعتدنا أن نسمعه من غيره.
* *
والأمير قليلاً ما يظهر مُتحدثاً، سواء في مناسبات، أو عبر وسائل الإعلام، لكنه اعتاد أن يختار التوقيت والحدث والمناسبة، فيتحدث بما لم يخطر على بال أحد، حيث يفاجئ الجميع بموقف مُلهمٍ، وبرأي سديد، ويتناول القضايا المهمة بحسٍّ وطني وقومي وعالمي بشكل مُتزامن ومتوازن.
* *
خذوا ما قاله الأمير في جلسة حوار خاصة في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد مؤخراً بالرياض، فقد أشار الأمير إلى أن هدف المملكة وصولها إلى اقتصاد عالمي متماسك من خلال تعزيز التعاون الدولي، وأن المملكة أدركت مبكراً أهمية التعاون الدولي في مَجالَيْ النمو والطاقة، وعملت على تعزيز الشراكة والتكامل، مشدداً على الدور الريادي للمملكة في إحداث تأثير عالمي في النمو والطاقة.
* *
يقول الأمير أيضاً إن المملكة لعبت دوراً كبيراً ومحورياً في القضايا الدولية من خلال تكريسها كافة الجهود لبناء منظومة عالمية أقوى وأكثر متانةً واستدامةً، بالتوازي مع ما تشهده من تحوّل اقتصادي واجتماعي كبيرين، وأنها ستواصل دورها في إحداث تأثير عالمي دائم، انطلاقاً من ريادتها تجاه القضايا الدولية.
* *
الأمير لا يكتفي بذلك، وإنما يُعلن بأن المملكة تعمل مع شركائها الدوليين في إطار تعزيز الابتكار والتكامل التجاري وأمن الطاقة، وذلك بهدف الوصول إلى اقتصاد عالمي متماسك، وأنها - أي المملكة - تقدم دعماً مباشراً، واستثمارات تنموية، بهدف تشجيع الاستقرار الاقتصادي والمالي في العالم.
* *
الأمير بهذه التصريحات لا يتحدث عن المملكة إلا من حيث هو دورها الطليعي والمهم في دعم قضايا العالم، وهو بهذه التصريحات يخرج من اقتصار الحديث عن المملكة إلى مخاطبة العالم بما يجب أن يكون عليه، وأن المملكة تُوظّف كل إمكاناتها لخدمة دول العالم، لتشجيع الاستقرار الاقتصادي في العالم الذي يُواجه تحديات كثيرة.
* *
ويقفز اهتمام الأمير محمد بن سلمان من الشأن الدولي إلى الكشف عن أن المملكة مُهتمة وتعمل على تعزيز الشراكة والتكامل، وأن المملكة تعمل على إحداث تأثير عالمي في مجال الطاقة، وهو ما لم تعمل به الدول الأخرى، فيما ظل اهتمام المملكة ضمن آليات العمل الواسع والمهم على مستوى العالم الذي يقوده ولي العهد.
* *
في كلام الأمير جوانب مُضيئة ومُهمة، حيث تبرز أهمية المملكة كلاعب مُهِمٍّ في الساحة الدولية، ومحمد بن سلمان في المقابل كقائد لعملية التغيير على مستوى العالم، وهو ما لم نعهده في زعيم آخر، حيث اهتمام سموه بتعزيز الابتكار، والعمل مع شركائه من أجل التكامل التجاري وأمن الطاقة، باتجاه تحقيق اقتصاد عالمي مُتماسك.
* *
وهكذا نرى أن الأمير محمد بن سلمان لا يتحدث في حدود موقعه كولي للعهد ورئيس لمجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، وإنما ينطلق في حديثه من كونه قائداً وزعيماً عالمياً، يمثل برأيه دولة عالمية، أبرز ما فيها الحرمان الشريفان، ويقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعضده ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
* *
إذاً فالمملكة أدركت مبكراً أهمية التعاون الدولي، وأن للمملكة دورها الريادي في هذا المجال، ولها تأثيرها في مجالي النمو والطاقة، ولها جهودها لبناء منظومة عالمية أقوى وأكثر استدامةً، وأنها تقدم دعماً مباشراً، واستثمارات تنموية، فهدفها أن يصل العالم إلى اقتصاد عالمي مُتماسك.