د. إبراهيم بن جلال فضلون
بينهما أربع سنوات فارقة، كانت محور خطاب لا يخلو من الدعابة، هزأ فيه (بايدن) من نفسه، ومن خصمه الجمهوري (ترامب 77عاما) في سباق انتخابي عاجز مثلهُ، واصفا إياه بـ»طفل في السادسة من العمر»، فرغم أن التغيير دائم ومستمر في الحياة، إلا أن قدرة البشر على ضبطها أو تغيير مسارها عمدًا ضعيفة للغاية، لاسيما من عجائز الزمن وطُرفاتهم التي لا تنمحي خاصة المشهور منهم، أو زعيم كان، بل ومن تعدى كبر سنه حد الزهايمر في الأحداث، وفق التجارب البشرية التي منها ما تلاعب بها أو مر بها دون مراوغة، والتي نجح في قهرها الرئيس الأمريكي العجوز (بايدن81 عاما)، وكأنه يُعاني من علاقة مضطربة مع واقعه قد تصل إلى حد العجز نوعاً ما، لأن فُرص التغيير قد تكون متاحة وقوية في ظل شروط وظروف الواقع، لكن رغم ذلك يفشل في اغتنام الفرص، بل يزيد من الطين بله، «فالسلطة ملقاة على قارعة الطريق في انتظار من يتلقفها، ولكن لم يستطع أحد إشعال شرارتها أو استفزازها لتندلع لاحقًا فجأة»..
هكذا قال الباحثون والناشطون في مصر مطلع الألفية الثانية، ليبقى بإدارة البيت الأبيض رئيساً، مرتضيا التعرض لنكات كوميديّ يحيي السهرة الفاخرة، قبل أن يدلي بكلمة لا تخلو بدورها من الدعابة خلال العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض الذي أقيم احتجاج على الحرب في غزة، مصرحا أن «السن هو الجامع الوحيد بينه وبين خصمه، متباهياً: «أنا رجل بالغ أتنافس مع طفل في السادسة من العمر»، ليسخر منه الكوميدي، كولن جوست، صاحب برنامج «ساترداي نايت لايف» الشهير على محطة «NBC « قائلاً في تقديم الحفل: «اسمحوا لي بداية بأن أشير إلى أن الساعة تخطت العاشرة ليلا، وما زال جو النعسان مستيقظا، في حين أمضى دونالد ترامب الأسبوع في المحكمة نائمًا كل صباح»، ليرد الأخير في منشور على منصته تروث سوشال التي يمتلكها: «أنت سيء للغاية، جو المحتال كارثة مطلقة! الوضع لا يمكن أن يصبح أسوأ مما هو عليه بالفعل».
وكثيرا ما نصح «كاتزنبرج» بايدن بانتقاء كلماته -التي صاغها كاتب الخطابات المخضرم، فيناي ريدي-، في إلقاء عبارات انتقادية للصحفيين الذين يغطون أخباره، وكأن حفلات العشاء تلك، قد أصبحت أشبه «بعرض سياسي واجتماعي»، بينما قوبل الحفل باحتجاجات عارمة لمقتل صحفيي غزة وأحداثها، فنظمت حركة «كود بينك» مسيرة إلى موقع الحفل من أحد المتنزهات القريبة، واتسع نطاق هذه الحركة في الآونة الأخيرة ليشمل جامعات في الولايات المتحدة، وكتبت على موقعها الإلكتروني «وسائل الإعلام الأميركية تردد الروايات المعادية للفلسطينيين وتتجاهل جرائم الحرب الإسرائيلية»، ليخشى با
يدن العجوز المرور بعد الحفل من البوابة الرئيسية، خارجاً من الخلف كالهارب، ليصطدم بمتظاهرين اخرين، وهو ما يدل على تزايد الغضب داخل قاعدة الحزب الديمقراطي التي يحتاجها با يدن لهزيمة منافسه الجمهوري ترامب.
ولا ننسى أنه وبعد حادثة الوزير «إيتامار بن غفير»، وإصابته في حادث انقلاب سيارة وقع عند خروجه من مكان الهجوم الذي تعرض له إسرائيلي بالطعن في الرملة وسط البلاد، أُصيب والد الوزير «حاييم بيطون» بجروح خطيرة جراء حادث سير في القدس، بينما يخشى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو» إصدار مذكرة اعتقال ضده ووزير الدفاع الإسرائيلي» يوآف غالانت» ورئيس الأركان العامة «هرتسي هاليفي»، من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب العملية العسكرية في قطاع غزة، ونهايته وحكومته أمام الاحتجاجات العارمة في إسرائيل.
وأخيراً: إنها سلسلة من الأحداث مؤسفة تقول كلماتها في فصول غزة الأخيرة، أن أميركا فاشلة بإدارتها الأزمة وسيخسر العجوز «بايدن» الانتخابات بسببها، ولكن السؤال: ماذا سيفعل «ترامب» إن فاز؟!!.