سهوب بغدادي
هل يمكن أن تكون شخصا اجتماعيا ووحيدا؟ مبتسما وحزينا، عطوفا ولديك حدود، ناجحا ومليئا بالصدمات، و تمتد قائمة الأقطاب المتنافرة في كيان الشخص الواحد، قد لا يعي الشخص نفسه ما يخالجه ويستنكر البعض من التقلبات العكسية التي ارتسمت على رفيقه بغتةً، ألا تعلم أن هذا التغيير قد يكون الأساس؟ أو ببساطة تغيير بسبب الصفة الأولية الظاهرة لدى الفرد والعكس صحيح، على سبيل المثال: ذلك الشخص اللطيف الذي تحول بالتالي إلى مجامل درجة أولى على حساب نفسه ومصلحته، فتأذى مرارًا مما تسبب في خلق آلية دفاع من هذه الخصلة المتأصلة ألا وهي الحدود والاندفاع فيها أحيانًا، أو مبالغة شخص في الضحك والتبسم كوسيلة لإقناع نفسه أو الآخرين بأنه تعيس! وهكذا دواليك، للأسف أجمل أكثر الأشخاص الذين ينبضون حبًا للآخرين وللعالم بما فيه لم يحظوا بهذا الحب!
يقول شخص مجهول: «لقد استوعبت أن الأشخاص الذين يظهرون كمًا هائلًا من الحب لم يشعروا بنفس مقدار الحب في حياتهم، يحبون الآخرين بنفس الطريقة التي لطالما تمنوا أن يتم حبهم بها، فينتهي بهم الحال أن يهتموا بالآخرين أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، على أمل أن يرجع لهم ما بذلوا، إلا أنهم لن يحصلوا على ذلك أبدًا، إنهم دائمًا يخفون آلامهم وجراحهم، يخبرون أنصاف القصص خاصةً عن أحبائهم وأهاليهم لكيلا يكونوا عبئًا عليهم».
«يتردد علينا فاقد الشيء لا يعطيه، بل فاقد الشيء باحث عنه مدى الحياة وقد يعطيه».