أحمد بن عبدالرحمن السبيهين
كتب «أندرو ألان»: «في ظُهر اليوم الخامس من شهر يناير لسنة 1943، احترق منزلي بالكامل، واجتاحت النيران طفلتي الرضيعة، وكلّ المحتويات والممتلكات.
وخلال 24 ساعة من إذاعة وكالة «الأسوشيتد برسّ» الخبر المؤسف؛ تلقّيتُ 65 برقية تعزية ومواساة من أُناسٍ في 16 ولاية.
وخلال أيام قليلة، وصلني أكثر من 600 رسالة وبطاقة بريدية من 25 ولاية.
وقام مئات الأشخاص بإرسال التبرّعات والهدايا المنوّعة؛ من الأغذية، والملابس، والأجهزة المنزلية، وأكثر من 1000 دولار نقداً.
كان الكثير من تلك الرسائل واردة من الأصدقاء، ولكن الكثير منها أيضاً وصلني من أفراد لا أعرفهم، وكان الجميع متعاطفاً معي ومشاركاً لي في حزني ومُصابي.
أرسل أحد الجنود من ثُكنة للجيش في «تكساس» مبلغ 10 دولارات، ومُزارعاً فقيراً أرسل طوابع مشتريات بقيمة 33 سنتاً، وكتب لي داعية «إفريقي أمريكي» بأنه سبق أن تلقّى ضربات مؤلمة قويّة في حياته، وأن من دواعي سروره أن أقبل منه هديّة نقدية قيمتها 5 دولارات.
في هذا العالم المضطرب، المُحطّم للقلوب، يبقى التعاطف الإنساني، في أبهى صوَره، نهراً مُتدفّقاً، وينبوعاً زاخراً بالعطاء.
كتب وكتّاب
- عندما، سُئل الفيلسوف الإنجليزي «تشيسترتون» السؤال التقليدي: «ما هو الكتاب الذي ستأخذه معك، لو تُركت وحيداً في جزيرة نائية»؟
أجاب: «كتاب توماس: «المُرشد العملي لبناء القوارب»!
- في مساء اليوم الذي دشّن فيه كتابه الجديد، لم يستطع الروائي الفرنسي الكبير «فيكتور هوجو» مقاومة إغراء السؤال عن كميّة المبيعات المتوقّعة للكتاب، فأرسل إلى الناشر بطاقة بريدية، كتب عليها: علامة استفهام (؟).
ولم ينتظر «هوجو» طويلاً، ليستلم من الناشر بطاقة جوابية كُتب عليها: علامة تعجّب(!).
- عندما حلّت أزمة نقص الورق أثناء الحرب العالمية في «إنجلترا»، أعاد أحد الناشرين مسودّة كتاب إلى مؤلّفه، مُعتذراً: «ليس لنا رغبة في الحصول على حقوق نشر كتابك في الوقت الحاضر، ولكن يمكننا تقديم عرض لك لشراء ورق الكتاب»!
الحياة في هذه الولايات:
- عندما زار الرئيس الأمريكي الأسبق «هاري ترومان» المكسيك، اصطحبه الرئيس المكسيكي لمشاهدة أحد البراكين المشهورة هناك.
وعندما لاحظ الرئيس المكسيكي اهتمام «ترومان» بالبركان، سأله عن رأيه فيه، فقال: «يا له من بركان، ولكنه لا يساوي شيئاً مقارنة بالبركان الذي أجلس عليه كلّ يوم في واشنطون»!
- قام د. «فريد أوجست»، الأستاذ في جامعة «كانساس»، بتوزيع 75 صورة لأشخاص، على طلبته في مُقرّر «علم الجريمة»، وطلب منهم تحديد ملامح المجرمين من غير المجرمين.
وكانت النتيجة أن 50 بالمائة من الطُلّاب اختاروا صورة «إدجار هوفر»، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية «الإف بي آي»، كمثال للشخصية الإجرامية!
- قبطان البحر «هانسن جريجوري»، من ولاية «نيو إنجلاند»، هو الذي أعطى الكعك الأمريكي المُحلّى «الدونات» شكلها الفريد ذي الفتحة الوسطية.
ففي عام 1847، حين كان القبطان فتىً، يراقب والدته وهي تقلي الكعك، لاحظ أن منتصف الكعكة يبدو دائماً مليئاً بالعجين، فاقترح عليها إزالته قبل البدء بالقلي.
فأخذت والدته باقتراحه، على سبيل الدعابة، ولكن النتيجة كانت باهرة بشكل جعلها لا تعود إلى طريقتها القديمة.
هذه الطريقة أعجبت الكثيرين، ممّا أدّى إلى انتشارها في كافّة أنحاء البلاد.
- يشعر أهل «تكساس» بالفخر، لأن ولايتهم مختلفة عن باقي الولايات، لتميّزها بالضخامة والفخامة.
لدرجة أن مكتب البريد في مدينة «سان أنطونيو» يحتوي على ثلاث نقاط لإرسال الرسائل، كُتب على إحداها: «داخلي»، والثانية: «تكساس»، والثالثة: «باقي الولايات والدول الأجنبية»!
طرائف:
- في أثناء مباراة في كرة السلّة بين الضبّاط والجنود، أطلق الحكم (وكان أحد الجنود) الصافرة في مواجهة أحد الضبّاط، قائلاً: «لو حاولت أن تقوم بمثل هذه الحركة العنيفة مرّة أُخرى، فسأقوم بطردك من الملعب في الحال ... يا سيّدي!!».
- في إحدى الليالي الشتوية، كان سائق ضعيف البصر يقود سيارته بصُحبة صديقه عائدين إلى المنزل، وكان الصقيع كثيفاً على الزجاج الأمامي، مما تسبّب في اقترابهم من الوقوع في حادثين.
فاقترح الصديق على السائق بطريقة مهذّبة، أن يتوقّفا لإزالة طبقة الثلج من الزجاج، فردّ السائق بأسى: «لا فائدة تُرجى من ذلك، فلقد نسيتُ نظّارتي في المنزل»!
- استُدعي أحد صيّادي الأسماك المتحمّسين للمحاكمة، بتُهمة صيد 18 سمكة أكثر من العدد الذي يسمح به القانون.
فسأله القاضي: «هل أنت مُذنب أم بريء»؟ فقال المتّهم مُعترفاً: «بل مُذنب».
فحكم عليه القاضي بدفع غرامة مالية قدرها 10 دولارات، قام بدفعها في الحال، وهو يقول مُتباهياً: «هل يُمكنني يا سيّدي الحصول على عِدّة نُسخٍ من الحُكم، لتوزيعها على أصدقائي»!؟
- كانت خدمات التعليم في الجيش الأسترالي ناجحة بشكل استثنائي، لدرجة أن تقريراً صدر بهذا الشأن، ورد فيه:
«أن أحد الجنود قبل أربعة أسابيع مضت، لم يكن يُحسن القراءة أو الكتابة، ولكنه بالأمس أُدين بتُهمة التزوير، في تقديم قرار بالموافقة على إعفائه من الخدمة»!
أقوال للتأمّل:
- لماذا يجب أن تكون لنا ذاكرة قوية يُمكنها أن تسترجع أدقّ تفاصيل الأحداث التي مررنا بها، ولكنها لا تستطيع أن تتذكّر عدد المرّات التي حكينا لشخص ما عن هذه الأحداث؟
- الفرق بين النجاح والسعادة هو: أن النجاح هو الحصول على ما نُريد، أما السعادة فهي الرغبة في الحصول على ذلك!
- يقول الكاتب: «أوين جونسون»: «أن التعليم اليوم يقوم بتطوير الذاكرة على حساب الخيال».
عبارات مصوّرة:
- الصمت المُطبق في الغابة، يُشبه عدوّاً يحبس أنفاسه!
- اجتمع المحاربون القدامى ليُجدّدوا آلامهم القديمة.
- مُغرٍ كفِراش وثير.
- أمر شخصيّ كالألم.
- سريع كالأجنحة.
- بدين كالفقّاعة.
- عديم الفائدة كضرس مخلوع!
** **
- من مجلة «ريدرز دايجست» لشهر مايو 1937، وشهر إبريل 1944