د.مدحت العزب
فقدت أمة: «لغة الضاد» أحد كبار شعرائها ومثقفيها في العصر الحاضر، صاحب السمو الملكي الأمير «بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود» الذى وافته المنية يوم السبت الموافق 4 مايو 2024 عن عمر ناهز الخامسة والسبعين، بعد رحلة عطاء في الشعر والفن والثقافة لمدة نصف قرن.
- والفقيد الراحل من مواليد الرياض في الثانى من إبريل 1949م، وهو أمير من عائلة آل سعود الأسرة السعودية المالكة العريقة، وكان والده الأمير عبد المحسن محباً للعلم والأدب، ولديه مكتبة ضخمة، ومجلس يؤمه الأدباء والعلماء والشعراء والمفكرون، ونشأ الشبل من ذاك الأسد، حيث تربى الفقيد على حب الأدب والشعر والثقافة.
وتنوعت مناهل الراحل الدراسية ما بين بلده الأم ومصر، وكذلك بريطانيا والولايات المتحدة.
وبرزت ميول ومواهب الفقيد الشعرية والأدبية، فكانت رحلة حياته رحلة عطاء غنية حافلة في هذا المجال امتدت نصف قرن، حيث عرف على الساحة العربية والمحلية الثقافية بأنه أحد «رواد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية»، وكان - رحمه الله - غزير الإنتاج الشعري والغنائى والثقافي، في مجالات الشعر والقصيدة والأغنية والأوبريت، في مجالات فنية متنوعة.. فمنها «الأوبريت الوطني» وله العديد منها مثل: «أوبريت مهرجان الجنادرية: في سنوات متعددة، وأوبريت «مملكة الحب والسلام».
وأبدع الراحل - رحمه الله تعالى - في مجال «الشعر الغنائي» حيث غنى له كبار مطربي ومطربات العرب مثل: طلال مداح، محمد عبده، عبد الرب إدريس، عبد المجيد عبد الله، خالد عبدالرحمن، كاظم الساهر، راشد الماجد، أصالة نصري.
وهو صاحب الأغنية الرائعة الشهيرة «الرسايل» للفنان محمد عبده، وتجاوزت أغانيه المئات.
- للفقيد الراحل العديد من الدواوين الشعرية، صدر أولها «ما ينقش العصفور في تمرة العذق: عام 1989م، وديوان «رسالة من بدوي» وديوان «ومض»، و»الأعمال الشعرية» التي ضمت خمسة دواوين وصدر في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022م.
- كما عين الفقيد في عام 1973 رئيساً للجمعية السعودية للثقافة والفنون، كما عين رئيساً لتنظيم الشعر بالمملكة العربية السعودية.
- وتميز شعره -رحمه الله- بجمال التعبير، ودقة الوصف، وبلاغة التشبيه، واختيار الكلمات، مما أطلق عليه لقب «مهندس الكلمة».
- استحق الفقيد التكريم من جهات عدة أهمها منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - له وشاح الملك عبد العزيز عام 2019م.
كما نال التكريم العالمي المستحق من «اليونسكو» أو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة عام 2019 في مناسبة «اليوم العالمى للشعر»، تقديراً لإسهاماته الشعرية والفنية والثقافية على مدى أكثر من 40 عاماً من العطاء.
وكرمه معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه في عام 2019م بإقامة ليلة عنوانها «ليلة الأمير بدر بن عبدالمحسن: نصف قرن والبدر مكتمل»، كما أعلن المستشار تركي آل الشيخ تسمية المسرح المبني لهذه المناسبة باسم «مسرح الأمير بدر بن عبدالمحسن».
وكان آخر تكريم للفقيد اختيار «مهرجان القرين الثقافي» الكويتي له كشخصية المهرجان في عام 2023م.
هذه هي رحلة عطاء الراحل الفقيد الثقافية والفنية والشعرية لمدة نصف قرن، حيث لبى نداء ربه في الرابع من مايو الجاري.
نبتهل إلى الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وخالص العزاء للأمة العربية وللعائلة المالكة الكريمة، وكل محبيه في العالم المحب للكلمة الراقية، والفن والشعر.