استمعنا بداية الأسبوع الماضي إلى حديث الأستاذ سعد اللذيذ في المؤتمر الدوري الذي عُقد وكنت حريصاً على متابعة ردود الفعل من قبل الأندية على إجابات اللذيذ، وعلى الرغم من أن هذا المؤتمر لم يُجب على كل التساؤلات بل إننا خرجنا بأسئلة أخرى إلا أن هناك نقاطاً كثيرة تم توضيحها وحسم الجدل حول بعض المواضيع التي كانت حديث الشارع الرياضي هذا الموسم أهمها المساواة في دعم الأندية حيث وضّح اللذيذ أن تسديد الديون يأتي ضمن الدعم وهذا أمر بديهي ومنطقي بل إن الكثير منا يعتقد ذلك منذ بداية الموسم، وعلى إثر هذا التوضيح خرج رئيس النادي الأهلي الدكتور خالد العيسى برأي صادم بالنسبة لي ولا أعلم على ماذا استند في ذلك حين رأى أن تسديد الديون يجب ألا يؤثر على المخصص المالي لناديه وهذا رأي لايقبله منطق وليس فيه أي مساواة أو عدل، بل إنه إجحاف وظلم بحق الأندية الملتزمة مالياً والتي قدمت أنفسها كأندية نموذجية خالية من الديون أدارت أنديتها مالياً بأفضل صورة فهل يستوي وضعهم في ميزان واحد مع الأندية الغارقة في ديونها؟!.
مازلت متعجباً كيف يرى العيسى أن العدالة تقتضي العمل بما قاله، وحتى وإن كانت هذه الديون نتيجة عمل إدارات سابقة فهي تمثل النادي وتم تنصيبها من قبل الجمعية العمومية بالنادي ومن حمّل النادي كل هذه الديون مجلس إدارة منتخبة ورسمية ولها كامل الصلاحية والأهلية فلماذا يرى الدكتور الفصل بين كل تلك الديون وبين الأهلي؟ هل يرى سعادته بأن العدل يقتضي بأن يتم سداد ديون النادي ولنفترض بأنها تتجاوز الـ200 مليون ريال وبعدها نقدم له ذات الدعم الذي قُدّم للأندية الملتزمة مالياً والتي بلا ديون؟ ولكن ماذا الـ200 مليون التي دفعت كديون؟ هل نسميها مكافأة أم تسهيلات أم تمكين أم سمها ماشئت ولكنه في النهاية مبلغ سيكون إضافياً وستفوق الأندية الملتزمة بهذا الدعم الإضافي وهي التي من المفترض أن تكافأ ولكن بمقترحك ترى بأن الأندية المتعثرة المالية هي التي يجب أن تكافأ!
اللوم إن أرادت الأندية أو جماهيرها أن تقوم بذلك عليها بمجالس الإدارات السابقة لتلك الأندية المتعثرة مالياً والتي نتيجة سوء عملها الإداري والمالي كبّدت الأندية ديوناً طائلة تسببت بشكل مباشر بأن يتم تحويل جزء كبير من الدعم لسداد الديون بدلاً من أن تشتكي قلة الدعم وجودة الصفقات، فمن كانت التزاماته تتجاوز الـ200 مليون بالتأكيد لن يملك لاعبين بذات القيمة التي هي موجودة بالأندية التي هي بلا ديون، والسبب في ذلك هي الالتزامات المالية فقط أما غيرها من الأسباب فهو لعب على وتر العاطفة والمظلومية أيضاً لتظل إدارات الأندية كالعادة هي المتهم الأخير لمثل هذه الأخطاء .
رسالتي:
بعد التصريح أيقنت بأن الأندية لن ترضى عن عمل البرنامج مهما عمل، حتى وإن رضوا يجب أن يُظهروا لجماهيرهم عدم الرضا والهمز واللمز أحياناً والاتهام بالمحاباة أيضاً، هذا مايطلبه السوق وهذه البضاعة التي لها رواج كبير جداً عند فئة كبيرة من الجمهور، وللأسف هناك إدارات تعلم ذلك وتمارس ذلك كثيراً لجعل بعض المسؤولين تحت دائرة الاتهام دوماً حماية لأنفسهم ومجالس إداراتهم من أي هجوم قد يصدر من الجماهير!
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer