سهلة المدني
يمكن أن نرى قلوبنا ونحن في حالة حزن ونعتقد أن هذا هو ما نشعر به ولكن بمرور الزمن واللحظات نرى بأن ما نشعر به لا يمثلنا.
ونحن نختلف عنه في كل شيء، والمشكلة التي نجدها تحدث في الزواج ونجدها تحدث كثيراً في العلاقات التي كانت ستكون نهايتها زواجاً هو بأن هناك طرفاً أقل من الآخر في العقل والفكر والرؤية أو أنه يشبهه ولكنّ لديه عقداً نفسية أزمات كانت سبباً فيما يشعر به.
والمشكلة التي أتعجب منها بأنه لا توجد ثقة لدى الطرفين فكل واحد منهما نجده يشعر بالنقص أو أن شريكه يكون ناجحاً في جانب أو مشهوراً أو لديه نفوذ ويشعر بالنقص عندما يكون معه وهذا خطأ كبير فنجاح من تحبه أو وصوله للشهرة ذلك لا يجعلك تشعر بالنقص ونحتاج إلى الثقافة التي تساهم في جعل كل طرف يشعر بقيمة الآخر حتى وإن كان أفضل منه في كل شيء.
وفي حوار صحفي للفنان أحمد زكي تحدث عن الحب بأن الإنسان يحب ولكنه يكابر ويصمت ولا يفكر بما يشعر به وأنه يصاب بعمى الحب وأن الإنسان يصاب بالعمى ويصمت ويكابر وهذا خطأ ارتكبه في حق نفسه عندما فعل ذلك وخسر من يحبها بسبب ذلك، وهذا فنان كبير وصف الخطأ الذي يقع فيه من يحب ونصح بعدم الوقوع فيه.
لذلك نجد خطأً صغيراً يساهم في جعلك تفقد من تحب وهو كان في حياتك.
والتطور الذي وصلنا له لم يجعل قلوبنا تتطور ومشاعرنا تتبدل وروحنا تسمو وترى جمال الحياة، بل التطور ساهم في غلق قلوبنا عن حقيقة الحب وربطناه بأنه تعلق مرضي، وجعلنا الزواج هو بوابة للخسارة، وجعلنا المرأة يجب أن تكون مستقلة عن الرجل، وجعلنا في داخلنا عقداً نفسية كثيرة وهي التي تساهم في تدمير الزواج وقيمة الرجل التي جعلناها تنقص أكثر من ذي قبل.
مع أننا في زمن يساعدنا بأن ندرك أسرار الزواج ونعرف عيوبه، ولكن مع هذا التطور ساهم في زيادة العيوب التي في داخلنا وجعلنا نطمح بالمستحيل ونجعله يسهل الوصول له.
وجعل الرجل وهو الهيبة والقوة، وجعل منه التطور بأن يكون صورة مثيرة نرى جماله ونهتم به ولا نراه بالصورة التي اعتدنا عليها وهي القوة والهيبة.
والمرأة سلب منها جمالها الاصطناعي الذي وصلت له من خلال عمليات التجميل الأنوثة والإثارة.
ولذلك التطور جعلنا نرى كل شيء بصورة واقعية نعم، وجعلنا أي خطأ يرتكبه الرجل في حق المرأة هو بمثابة تقليل من كرامتها وهيبتها ونسينا بأن كرامة المرأة وهيبتها هي من الرجل وذلك لأنها خلقت من ضلعه ولأنها هي سبب في قوته وهيبته لكي يحميها ويكون سنداً لها.
وجعلنا التطور نرى الرجل امرأة والمرأة رجلاً وهذا خطأ كبير وكأن عقولنا أصبحت مغيبة عن الواقع ولا ترى كل شيء على حقيقته.
لذلك نحتاج أن ندرك بأن التطور الذي حدث في التكنولوجيا لا يمكن أن يغير المرأة ويجعلها مستقلة كلياً عن الرجل لأنه مهما حدث يبقى الرجل هو نور ينير طريقها.
والرجل لا يمكن للتطور أن يغير صورته ويجعله صورة مثيرة للمرأة ولا يملك قوة وهيبة فصورته لن تتغير لمن يفرق بين الواقع وتطور التكنولوجيا لأن الواقع يدركه ويعلم به من هو يعيش الواقع ويرى الحياة بصورتها الواقعية.
قلوب من زجاج وكأن التطور جعل لدينا قلوباً من زجاج لماذا يحدث ذلك ولكن نحن بحاجة لاستعادة قلوبنا وجعلها تعيش الواقع ولا تتأثر بالتكنولوجيا والتطور الذي هو بعيد كلياً عن واقعنا الذي نعيش فيه.
فهذا التطور يساهم في جعلك تتطور في عملك ودراستك ولكن لا يساهم في نجاحك في الجانب العاطفي لأنه يجعلك تحلم بشيء يصعب الوصول له، ويفتح لديك بوابة لا يمكن أن تغلقها مهما فعلت.