د.عبدالعزيز بن سعود العمر
في أحد الأندية الرياضية الصحية شد انتباهي لافتة إعلانية تقول: No Pain No Gain ، أي إذا لم تتعب فلن يستفيد جسمك. في المقابل أتمنى أن أرى في المدرسة لافتة تقول: إذا لم تقلق وتتوتر وتحاول جاداً وتفشل في كسب التحدي التعليمي فلن تتعلم حتماً.
هناك أسلوبان أو منهجان شهيران في التعلم والتعليم:
الأسلوب الأول: أسلوب التعلم بالترفيه، وهو مدخل تعليمي تربوي يوظف من خلاله المعلمون أنماطاً من الأنشطة التعليمية المبهجة والممتعة لجذب انتباه الطلاب وإشغالهم بالتعلم. وهذا النمط من التعلم شائع اليوم في فنلندا، إلى حد أنهم قاموا بإلغاء الاختبارات بمفهومها التقليدي، بل وقاموا بإلغاء الواجبات المنزلية.
الأسلوب الثاني : أسلوب التعلم بالوخز، وهذا النمط من التعلم شائع غالباً في المراحل التعليمية العليا من التعليم العام. وتنطلق فلسفة هذا النمط من التعلم من الفرضية الفلسفية التي تقول إن أثر التعلم يكون أقوى وأعمق عندما يمر المتعلم بمواقف صعبة وتجارب مثيرة ومحيرة ومؤلمة. يقول الفيلسوف روسو في هذا الشأن إذا كسر ابنك زجاج نافذة غرفته في ليلة شتوية فلا تستعجل بإصلاحها، دعه يقاسي لسعات البرد، ولن يكرر بعدها خطأه. وإذا كانت العضلات لا تنمو وتقوى إلا إذا تعرضت إلى الإجهاد، فكذلك الدماغ (أداة التفكير) لا ينمو إلا إذا واجه مواقف وتحديات تعليمية صعبة تدخل المتعلم في قلق وتوتر وأسئلة حارقة تدفعه نحو البحث عن إجابتها ليعود إلى حالة التوزان والاستقرار النفسي.