م. بدر بن ناصر الحمدان
ثمة إطلالة مساحتها لا تتجاوز الـ 20 متراً مربعاً، هي المكان الأكثر «رومانسيةً» في العاصمة الرياض، تقع في الطابق الأخير بأحد مباني (كافد)، المكان الذي لم يتم اكتشافه بعد.
كانت رحلة مثيرة تلك التي استثمرتها في التعرف على حي الأعمال ذاك بكل مكوناته بالتزامن مع زيارة عمل ضمن برنامج مسابقة معمارية مكنّتني من اكتشاف عالم مذهل داخل هذا المكان العملاق، برهنت لي أن (كافد) عبارة عن مجتمع حيويٍّ متكاملٍ، عزّز تفرده المستوى المتقدم من الإدارة والتشغيل والتطوير.
الصورة الذهنية الخارجية عن الموقع توحي بأنه حي مُكتظ بناطحات السحاب، وتغلب عليه لغة الأعمال، وتنتهي وظائفه الحضرية بحلول المساء، إلا أن الواقع مختلف تماماً، فهو حي نابض بالحياة طوال اليوم، يحمل بداخله تفاصيل «ناعمة» يمكن عيشها بإدراك ديناميكية المكان وفهم فلسفة التواجد في أروقته.
ثقافة المكان، هي السمة المهيمنة على الحياة ما بين تلك المباني، حركة الناس ونمط تموضعهم بالفضاءات الحرّة، تمنحك شعوراً بأنهم جاؤوا من أجل «اكتشاف أنفسهم» و«لقاء الآخر» و«خوض تجربة فريدة»، حتى وإن كان مقصد الرحلة هو العمل.
(كافد) قد يكون المكان الأكثر ملاءمة لصناعة الذكريات، كونه باذخاً بالمعاني المرئية وغير المرئية، وربما لأنه لا يبوح بكل شيء من الوهلة الأولى، وهنا تكمن قيمته.
لمعرفة أي مبنى ذلك الذي يحتضن «إطلالة الحياة» التي نتحدث عنها، عليكم الذهاب إلى (كافد) بأنفسكم والبحث عنه واكتشافه سيراً على الأقدام.