عمر إبراهيم الرشيد
مثل تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب عضوية فلسطين في المنظمة الدولية وبأغلبية ساحقة 143تحولاً عالمياً نحو تأييد الحق الفلسطيني، وانتصاراً مرحلياً دبلوماسياً عربياً قادته المملكة ليثمر هذا التأييد الدولي الذي أغضب مندوب حكومة الاحتلال ليقوم بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة، ولعلها المرة الأولى التي يغضب فيها مندوب الاحتلال منذ عقود.
أقول انتصار مرحلي لأنه لن ينتهي عند هذا الحد بمشيئة الله تعالى، وهو مقدمة لما بعده من خطوات بقيادة عاصمة القرار العربي، نحو تحقيق حلم دولة فلسطينية عاصمتها القدس وبحدود 1967حسب المبادرة العربية للسلام عام 2000 .
وهنا نستحضر ما حاولت دولة الاحتلال خلال الفترة القريبة الماضية لنيل اعتراف المملكة وإقامة علاقات دبلوماسية معها، لما لهذه الخطوة من تأثير هائل على امتداد العالم العربي والإسلامي باعتبار المملكة قبلة المسلمين وعاصمة القرار العربي ولمكانتها الاقتصادية والسياسية التي لا تخفى على كل ذي عقل. ولكن المملكة ردت وما زالت ترد بأنها لن تقيم أي علاقة مع هذا الكيان قبل إعادة حقوق الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس.
ولنكون أكثر موضوعية، لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي تجاه هذا القرار الذي يبقى الدور على مجلس الأمن للموافقة عليه. فهي قد عارضت قرار الجمعية العامة وهذا متوقع وغير مفاجئ البتة، وسوف تعمل على تعطيل هذا القرار الذي يمكن فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. لكن الجهود العربية المضنية على امتداد الأشهر القليلة الماضية بقيادة الرياض في أروقة الأمم المتحدة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية دولياً، مستغلة الظروف المأساوية للشعب الفلسطيني والحرب على غزة ورفح حالياً، وما أصبحت عليه صورة (إسرائيل) في العالم وحتى في راعيتها أمريكا، للتقدم بهذه الخطوة الدبلوماسية، وهو توقيت أدركت الدبلوماسية السعودية بحسها التاريخي مواتاته لهذه المبادرة. إلى اللقاء