د.عبدالعزيز الجار الله
تعد أوبرا زرقاء اليمامة أول أوبرا سعودية، من إنتاج هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، عملت عليها لأكثر من (3) سنوات وضمت (18) جنسية عالمية من تأليف الشاعر السعودي صالح زمانان، والموسيقى للملحن الأسترالي لي برادشو.
فقد عرضت الأوبرا في لندن 15 فبراير 2024، وبدأ عرض أوبرا زرقاء اليمامة على مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض في 25 أبريل 2024م. امتدت العروض من 25 أبريل حتى 4 مايو 2024 .
عاش جمهور الأوبرا الجديدة رحلة فنية نقلتهم إلى أجواء القرن الأول قبل الميلاد لقبيلة زرقاء اليمامة، في أداء أوبرالي لم يشهده مسرحنا السعودي والعربي بمثل هذه الفخامة والعدد الكبير من الفنانين ليشكل ولادة مسرح أوبرالي في السعودية، يتطلب معه تأسيس قاعات ومسارح للعروض المسرحية والغنائية استعداداً لعروض قادمة، وبانتظار الانتهاء من مسرح الأوبرا الجديد في الدرعية الذي يجري بناؤه الآن، حيث ينتظرنا استضافات دولية، ومشاركات دول العالم في الاحتفالات، بالمقابل لدينا نقص شديد في دور عروض الأوبرا، من هذه المناسبات:
- يوم التوحيد اليوم الوطني 1932 .
- تأسيس الدولة السعودية يوم التأسيس 1727 .
- ذكرى مرور (300) سنة على تأسيس المملكة عام 2027 .
- حفل إنجاز المشاريع الـ(5) الكبرى عام 2030 بإذن الله.
إلى جانب الأمجاد والبطولات العربية في التاريخ القديم والتاريخ الإسلامي.
تقوم أوبرا زرقاء اليمامة على قصة تاريخية تعود في زمنها إلى القرن الأول قبل الميلاد وتمتد أجواء القصة إلى فترة ما بعد الميلاد، وهي الفترة التي تعرضت فيها الجزيرة العربية لحصار الخصوم: من الشرق والجنوب دولة فارس، ومن الشمال دولة بيزنطة (الروم)، ومن الغرب والجنوب دولة الأحباش، وفيها تعرضت اليمامة زمن دولة حمير اليمنية للزحف الحميري على وسط الجزيرة والسعي لتدمير الممالك المحلية، عرفت بواقعة زرقاء اليمامة المرأة العربية، حيث تم إبادة قومها، ودكت حصون حضارتها، حتى جاء الإسلام وأنشئت بالمدينة المنورة أول عاصمة للعالم الإسلامي في عهد الخلافة الراشدة انتصر العرب وكسر طوق أعداء الجزيرة العربية، حيث انتشر الإسلام في عهد الخلافة الراشدة على مساحات تقدّر بنسبة 40 % من مساحة العالم الإسلامي الحالي، وأكملت الدولة الأموية على التمدد على المساحة الحالية للعالم الإسلامي.
وفي زرقاء اليمامة استوحى الشاعر صالح زمانان - مؤلف العمل - فصول الأوبرا من القصة التاريخية، ويُخرج العمل المُخرج السويسري دانييل فينزي باسكا، والموسيقى للأسترالي لي برادشو ويقود الجوقة الموسيقي الإسباني بابلو جونزاليز.
تدور أحداث القصة الأسطورية حول المرأة زرقاء اليمامة، قيل إنها من قبيلة (جديس) أحد الأقوام العربية (البائدة) وهذا قد لايتوافق مع التسلسل التاريخي لوجود فاصل زمني بعيد جداً ما بين جديس والعرب البائدة، وبين زمن زرقاء اليمامة، ولكن تقول الأساطير إن زرقاء اليمامة التي تسكن في اليمامة جنوب إقليم هضبة نجد في وسط المملكة العربية السعودية في هضاب منطقة السيح الخرج وما زال حيز من الخرج يطلق عليه مركز اليمامة، فقد حذّرت زرقاء اليمامة والتي لها عيون زرقاء حادة البصر حذّرت قومها بقدوم أعداء إليهم فلم يصدقوها حتى هلكوا جميعاً.
الأوبرا من أداء مجموعة من الأسماء العالمية والسعودية منهم:
مغنية الميزو سوبرانو سارة كونولي في دور (زرقاء اليمامة).
أليكساندر ستيفانوفسكي.
ميليا وورزون.
سيرينا فارنوكيا.
باريد كاتالدو.
جورج فون بيرغن.
خيران الزهراني.
سوسن البهيتي.
ريماز عقبي.
وبلغ عدد الممثلين الإضافيين في الأوبرا نحو 100 ممثل، ونحو 12 طفلاً، بلغ عدد عازفي الأوركسترا 62 عازفاً.