أ.د.عثمان بن صالح العامر
2 - المبررات
بدأت الأمسية - محل الحديث - بكلمة للمؤلف الدكتور: إبراهيم بن عبد الله المطرف، عرض فيها أبرز ملامح الكتاب ومضامينه الأساسية، ثم كانت المداخلات الأربع (الدكتورة: ثريا أحمد عبيد، وناب عنها في اللقاء مداخلتها الإعلامية المعروفة: نور نقلي، معالي الدكتور عبد الرحمن السعيد، معالي الدكتور علي بن سعيد آل عواض عسيري، اللواء الركن الدكتور علي الرويلي) وكان التأكيد من الجميع على أهمية وجود لوبي سعودي في هذا الوقت بالذات، معتبرين أن هذا الكتاب يعد مبادرة نوعية متميزة تؤسس لمشروع وطني واعد، وترسم خارطة طريق لعمل أهلي مؤثر يشارك بفاعلية في تحقيق مصالحنا الوطنية في ظل التجاذبات السياسية والاقتصادية والفكرية والإعلامية العالمية.
* واللوبي في أبسط دلالته يعني: جماعة التأثير في الرأي العالمي العام خارج الدبلوماسية الرسمية.
* ولعل من أبرز المبررات التي تدفع لتحقيق هذا المطلب العزيز:
- توالي الحملات العدائية الموجهة للمملكة العربية السعودية بل دليل ولا برهان وإنما حسداً وحقداً ورغبة في إفساد حياتنا التي ننعم بها في هذا البلد المبارك، وكلنا يعرف طرفاً من تلك المحاولات المتوالية التي يراد منها النيل من رموز الوطن وقادته وعلمائه وشعبه، فضلاً عن مبادئه وأنظمته وقيمه وعلاقاته، ورحم الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز القائل: (أقولها بكل وضوح وصراحة: نحن مستهدفون في عقيدتنا، نحن مستهدفون في وطننا،.. دافعوا عن دينكم قبل كل شيء، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن أبنائكم، ودافعوا عن الأجيال القادمة، يجب أن نرى عملاً إيجابياً، ونستعمل كل وسائل العصر الحديثة..)
- ظهور وسائل وأدوات الاتصال وثورة التكنولوجيا في فضاء المعلوماتية، وما تولد عن هذه الثورة التاريخية من تغيرات متلاحقة وسريعة في مجال التأثير المباشر على شرائح المجتمع المختلفة عالمياً، حتى صار العالم الافتراضي لاعباً أساسياً في التحركات الدولية، وله حضوره الفاعل في الصراعات العالمية، مما يوجب علينا توظيفه التوظيف الأمثل في بناء الصورة الذهنية الإيجابية عن وطننا العزيز المملكة العربية السعودية.
- المكانة المرموقة التي تتسنمها المملكة العربية السعودية اليوم، فنحن مفتاح العلاقات الدولية اقتصادياً وسياسياً، يعكس هذا ويدلل عليه توافد رؤساء الدول والوزراء وكبار المسؤولين والمستشارين بشكل كبير بين الفينة والأخرى. ولا غرو من ذلك فالمملكة العربية السعودية تاسع دولة مؤثرة اقتصادياً في العالم. وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيراً للعام الثالث على التوالي، ويحتل المركز الرابع عالمياً والأول على مستوى الشرق الأوسط كأقوى شخصية مؤثرة في عدة مجالات، أهمها (السياسي والاقتصادي والعسكري).
- اتساع العالم وتعدد وجهات التأثير، فالولايات المتحدة الأمريكية لم تعد لوحدها الدولة العظمى المؤثرة على التجاذبات العالمية كما هو معلوم.
- نجاح المملكة العربية السعودية في التوظيف الأمثل للقوى الناعمة المؤثرة عالمياً سواء في المجال الرياضي أو السياحي والترفيهي.
- وجود عقول سعودية قادرة على مغازلة العالم والتأثير على الرأي العام، فهي تجيد لغة التخاطب مع الكل، ولها معرفة بالثقافات الشعبية في دول العالم الأول، فضلاً عن الدبلوماسيين المخضرمين الذين يعرفون مفتاح السياسات الخارجية للدول المؤثرة عالمياً، يعزز هذا وذاك الثقة الكبيرة التي توليها قيادتنا الحكيمة بالمواطن السعودي.
- الصداقات التاريخية التي تجمع مواطنين سعوديين بكتاب ومثقفين مؤثرين ولهم كلمتهم في مجتمعاتهم.
- وجود الحرمين الشريفين، وتعلق أفئدة المسلمين بهما أينما كانوا وفي أي زمن هم، كيف لا وهم يتجهون للكعبة المشرفة خمس مرات باليوم، وتتوق أنفسهم لأداء مناسك الحج، والظفر بالعمرة ولو لمرة واحدة في العمر.
- إقفال الملفات التي كانت تمنع التأثير الخارجي على الرأي العام جراء توظيفها من قبل الغير ضد المملكة تحت مسمى المطالبة بالحقوق خاصة ما له علاقة بحقوق المرأة، والسياحة والترفيه.
- امتلاك رؤية طموحة 2030، تتوافق مع معطيات العصر وتفي بمتطلبات الجيل الحالي والأجيال القادمة، وتحتاج وجود لوبي فعال يسوق لها خارجياً، ويبرز الجهود المبذولة من أجل ضمان تحقيق أهدافها المرسومة حسب الجدول الزمني المضروب.
- نجاح رابطة العالم الإسلامي في إبراز محاسن الإسلام في تحقيق التعايش البشري بوعي ودراية تستحق منا التنويه والإشادة.
هذه أبرز المبررات التي تدفع للمطالبة الملحة بتأسيس (لوبي سعودي) استخلصتها من ثنايا ما دار من أحاديث في ذلك المساء، وأضفت عليها ما رأيته مناسباً للمقام،، وللحديث بقية في مقالات قادمة بإذن الله وإلى لقاء والسلام.