فضل بن سعد البوعينين
أحدثت رؤية 2030 تحولاً نوعياً في الاقتصاد السعودي وحققت، خلال فترة زمنية قصيرة، نجاحات مهمة في جميع القطاعات.
أسهمت الإصلاحات الاقتصادية والمالية في تنويع مصادر الاقتصاد والدخل، وتعزيز المركز المالي للمملكة، واستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية النوعية في قطاعات مختلفة وفي مقدمها قطاع التعدين، الصناعة، الطاقة والسياحة.
عدد من الإنجازات التنموية التي تم تحقيقها خلال السنوات القليلة الماضية، وما زال هناك الكثير من البرامج والمشروعات النوعية المتوقع إنجازها، والتي سيتم طرحها تباعاً ووفق المقومات المتاحة لكل منطقة من مناطق المملكة.
الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، أشار في لقائه بأعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية لكتاب الرأي وعددٍ من منتسبيها، إلى أن المنطقة الشرقية وفي ظل دعم واهتمام القيادة الرشيدة- رعاها الله- تشهد تنمية مستدامة، وقال في كلمته: «نلاحظ الإنجازات التي حققتها رؤية السعودية 2030، والتي يقودها سمو ولي العهد ولازالت الآمال فيها كبيرة، وندعو الله أن يديم على وطننا نعم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار».
تنمية مستدامة ومشروعات نوعية، وإصلاحات مهمة. فبعد دخول الرؤية عامها الثامن، بدت النتائج أكثر وضوحًا، وإقناعًا.
87 % من مبادرات الرؤية باتت مكتملة، أو في مسارها الصحيح، في الوقت الذي حققت فيه 81% من المؤشرات مستهدفاتها السنوية، وتخطى ما يقرب من 176 مؤشراً من مستهدفات العام 2023.
الأمير سعود بن نايف تحدث أيضاً عن مقومات الشرقية التنافسية، وهي مقومات ثرية عززت من مكانة المنطقة وقدرتها على جذب الاستثمارات، والمشروعات النوعية، وأسهمت في تمكين مستهدفات الرؤية. وبالرغم من استحواذ مشروعات الطاقة، وصناعة البتروكيماويات على الجزء الأكبر من التدفقات الاستثمارية، إلا أن المنطقة قادرة على تحقيق مزيد من مستهدفات الرؤية، و استقطاب مزيد من الاستثمارات في قطاع السياحة، والنقل والخدمات اللوجستية، وجودة الحياة، مستفيدة من سواحلها وجزرها العذراء ومواقعها التراثية والبيئية ومدنها الجميلة، ومن موقعها الإستراتيجي على الخليج العربي، وارتباطها الحدودي مع 6 دول خليجية وعربية، واحتضانها لأكبر مطارات المنطقة، والموانىء المتخصصة، ما يعزز قدراتها التنافسية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، خاصة مع وجود مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية، التي صنفت مؤخراً ضمن المناطق الاقتصادية الخاصة، ما عزز من تنافسيتها وجاذبيتها الاستثمارية، وأهميتها الإستراتيجية.
مقومات الشرقية الاقتصادية تؤهلها للعب دور أكبر في القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالنقل؛ البري؛ والبحري والجوي؛ وتجعلها أكثر حاجة للمشروعات التنموية الطموحة ضمن رؤية 2030.
ولأهميتها السياحية، حظيت الشرقية بمشروع THE RIG الذي يعد وجهة مبتكرة لسياحة المغامرات والمزمع إنشاؤه على منصة نفطية بحرية في الخليج العربي، بالقرب من جزيرة جريد الساحلية، ومن المتوقع أن يعيد المشروع حين تنفيذه، تعريف الوجهات السياحية الاستثنائية، لما يحتويه من خدمات فندقية ورياضية ولوجستية.
لن يقتصر تأثير ذلك المشروع المهم على الموقع المستهدف، أو مدينة الجبيل القريبة منه، بل سينعكس إيجاباً على المنطقة ما يستوجب العمل على استثماره في تعزيز القطاع السياحي والتركيز على قطاعات مهمة مرتبطة به. ومنها سياحة المعارض، ومنها المعارض المرتبطة بالطاقة والصناعة عموماً، خاصة مع وجود البنى التحتية في الجبيل الصناعية والخبر والظهران وباقي مدن الشرقية. إضافة إلى ذلك يمكن للشرقية أن تكون حاضنة للمقار الإقليمية للشركات العالمية التي بدأت في الدخول للسوق السعودية، وبما ينعكس إيجاباً على التوطين وخلق الوظائف ونقل التقنية، وتعزيز اقتصاد المنطقة، وتحقيق التوازن الأمثل بين مدن المملكة في استقطاب المقار الإقليمية. احتضان الشرقية لقطاعي الطاقة وصناعة البتروكيماويات يؤهلها لاحتضان المقار الإقليمية لشركات الطاقة والصناعة العالمية، والمعارض ذات العلاقة بالقطاع. يفترض أن تبنى إستراتيجية الاستقطاب على الارتباط الجغرافي بالقطاع الذي تعمل فيه الشركات العالمية المستهدفة، وبما يحقق مستهدف التنمية المتوازنة التي تعتبر قاعدة التنمية في المملكة.
سمو أمير الشرقية، أشاد بجهود كتاب الرأي وما يقدمونه من رؤى وأطروحات تصب في خدمة الوطن والذود عنه. والحقيقة أن الأمير سعود بن نايف ممن يستحقون الشكر والإشادة على تواصله الدائم مع الإعلام والكتاب، وجميع شرائح المجتمع، ومؤسسات المجتمع المدني التي وجدت من سموه كامل الدعم، والتحفيز، والمشاركة في أنشطتها المتميزة. إضافة إلى ما يجده قطاع الأعمال، من اهتمام وتحفيز ومعالجة للتحديات التي يواجهونها، ما ساهم في ضخ الاستثمارات وتنفيذ مشروعات نوعية، وتعزيز المساهمة المجتمعية، والمشاركة الإيجابية في المشروعات الإنسانية وعمليات التطوير وتحسين جودة الحياة، والمشاركة الفاعلة والإيجابية في منظومة التنمية، ومشروعاتها، ومستهدفات رؤية 2030 التي أطلقت رحلة التحول والإبداع والتنمية المستدامة.