نجلاء العتيبي
«العمل الجماعي هو السرُّ الذي يُحقِّق النجاح الكبير في بناء الأوطان، وتحقيق التقدُّم».
هاري ترومان
كثيرةٌ هي الدروس التي تعلَّمها الإنسان من الحضارات القديمة التي تأسَّست وسطَّرت تاريخًا عظيمًا، واستمرَّت لآلاف السنين، وتركت إرثًا هائلًا، وأثَّرت على العديد من الحضارات اللاحقة.
بالعمل الجماعيِّ شُيدت الذي لولاه لم يكن ممكنًا لها أن تُبنى، تتعاقب، تُذكّر.. فالعمل الجماعي يُعدّ ركيزة أساسية في بناء الأمم، وهو الطريق الذي يؤدِّي إلى تحقيق الأهداف الوطنية، والارتقاء بالمجتمعات نحو مستقبل أفضل، فالتضامن والتعاون والعمل معًا تجلب النجاح والرخاء وتلعب دورًا مهمًّا في ارتقاء الشعوب.
العمل الجماعي تتجلَّى قدرته في تحقيق الأهداف الوطنية بشكل أكثر فعالية وفاعلية. عندما يتَّحد الناس يُمكنهم تحقيقُ نجاحات كبيرة يتجاوزون التحديات والصعاب، ينتصرون باتحادهم، هذا التعاون يبني جسورًا بين الأفراد والمجتمعات، ويُعزِّز الروح الوطنية والانتماء إلى الوطن؛ ما يُؤدِّي إلى تعزيز الاستقرار والتقدم الشامل للبلد، ومن مؤشرات الوعي الإنساني إدراك قيمة قوته وفوائده المتعددة، فالمجتمع الناجح لا يزدهر ويستمرُّ إلا من خلال أفراده المجتمعين بتعاونٍ على هدف واحد، يعملون بجدٍّ واجتهاد على تحقيقه، يدٌ بيدٍ لرفعة الوطن؛ للنهوض والعيش في أمن مستقرٍّ متقدمٍ، فالابتكارات والإبداعات المميزة لمشاريع التنمية والتطوير هي نتيجة عمل جماعي منظم لأفراد مخلصين يستند عليهم وطنهم، يتبادلون الخبرات، يطورون المهارات، ويجدون الفرص والحلول لبناء مستقبل زاهر للجميع.
إن تعزيز مفهوم التعاون الجماعي والشراكة بين جميع القطاعات الحكومية والخاصة وأفراد المجتمع تجعل الإنجازات أكثر سهولةً، ونتائجها إيجابية ومستدامة، وتساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية، يشعر الأفراد الذين يشاركون في العمل الجماعي بالانتماء القوي إلى وطنهم، وبالفخر بمساهمتهم في تطويره وتقدمه.
وفقًا للإحصائيات، يظهر أن الدول التي تُشجِّع على العمل الجماعي المشترك بين مواطنيها تتمتَّع بمعدلات نمو اقتصادي أعلى، ومستويات حياة أفضل بشكلٍ عامٍّ، كما أنه يُسهم في تحسين البنية التحتية، وتعزيز التعليم والصحة، وتطوير المهارات الاجتماعية والاقتصادية للأفراد؛ ما يسهم في تنمية وتقدم الأوطان.
ضوء
«التعاون والتضامن هما ركيزتانِ أساسيتانِ في بناء الوطن، ومن خلالهما نستطيع تحقيقَ الازدهار والتقدُّم لشعبنا الكريم».
الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاهُ.