م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - أدوارنا الاجتماعية تحددها ثلاثة محاور..
الأول: القواعد الاجتماعية التي نشأ عليها المجتمع وأصبحت جزءاً من أعرافه وتقاليده.. وتحدد قواعد السلوك وكيفية التصرف حسب الظروف المحيطة.. الثاني: توقعات الآخرين وهي التي تتم من خلال العمليات التفاعلية مع الآخرين.. والتي يكون لرأي وأحكام الآخرين بشأنها أهمية كبيرة في حياة الشخص.. الثالث: توقعات المجتمع العام والتي تمثل إحدى وسائل الضبط الاجتماعي التي تراقب السلوك.
2 - الدور الاجتماعي يعمل على ربط الفرد بالبناء العام للمجتمع.. ولا يتم ذلك إلا من خلال الصفات والسمات الشخصية التي يتصف بها ذلك الشخص.. وقدرته على ممارسة توقعات المجتمع لأداء ذلك الدور.. والتي تعتمد على درجة مساهمة تلك التوقعات في تحقيق حاجات ذلك الفرد.. ونوع المكافأة التي يحصل عليها أو العقوبة التي يتعرض لها جراء القيام بذلك الدور.. ومدى استخدام توقعات الآخرين كأساس لقياس الذات.. ومدى تأثير كل ذلك على تكيف الفرد في لعب دوره أو إعاقته عن ذلك.
3 - توقعات الدور الذي يؤديه كل فرد على مسرح الحياة تختلف في درجة عموميتها أو خصوصيتها في المجتمع.. كما تختلف في درجة اتساعها أو كلفتها.. ووضوحها وغموضها.. وأخيراً تختلف توقعات الدور في درجة انسجامها مع توقعات الأدوار الرسمية أو غير الرسمية.. فالالتزام بأداء الدور يحدد المكانة الاجتماعية.. وفشل الفرد في أداء دوره سوف يشعره بعدم القبول الاجتماعي ويزيد من قلقه النفسي.. كما يمكن أن يؤثر على أدواره الأخرى فيفشل فيها أيضاً.
4 - وهنا نتساءل: ما الذي يدفع الفرد لأداء دور معين؟ لعل أهم دافع هو الخوف من العقاب أو الخوف من خسارة الامتيازات التي يمنحها له لعبه لذلك الدور.. ودافع الحصول على مكافأة أو إغاظة الآخرين أو الحسد.. وهذه الدوافع تكتنفها تهديدات أهمها أن الفرد قد يكون أساء اختيار الدور الذي يلعبه.. مما يعجزه عن أداء الدور وبالتالي خيبة الأمل في تحقق توقعاته.. أو جهله بتقييم الآخرين لدوره.. إما بتعظيم توقعاته للعقاب أو المكافأة التي سيحصل عليها نظير أداء ذلك الدور أو التقليل من ذلك.