محمد العبدالوهاب
من الطبيعي القول: إن الزعيم يظل الواجهة الرياضية المشرِّفة لكرتنا السعودية والأكثر إنجازاً وحضوراً على الصعيد الدولي، ولعل وصافته لبطل العالم هي النقلة النوعية والحضارية الكروية في مسيرته الكروية والتي خطاها (بالقدم) منذ البداية محلياً وعربياً وآسيوياً إلى صعيد العالمية، كتبت عن هذا كثيراً وبكل منجز يطرق من خلاله أبواب (الذهب) أعيدها.
ولهذا سأبدأ من حيث انتهيت بطرحه سابقاً، وأقول: إنجاز تاريخي محلي يحققه بهذا الموسم يتزامن مع أول مشروع الدولة لتطوير الرياضة من استثمار وتخصيص الأندية الرياضة، أحسب أن - الأزرق - أسرع في خطواته نحو تحقيق أول مستهدفاتها، كبطولة بالتصنيف (محلية) وبالمشاهدة والمتابعة (عالمية) وهذي أيضاً خطوة جديرة بذكرها، أما على صفحات التاريخ فهي ليست نقلة جديدة، إذا أعتاد عليها دوماً سواء بالصدارة أو تحطيم الأرقام أو بنيله للبطولات، حتى أصبحت أشبه بالعادة السنوية.
إذاً دعونا نتوقف عند فارق نوعي بهذه البطولة، بالتأكيد لن أتطرق لضغط المباريات وتداخلها مع بعض المسابقات (لربما) هذا شأن تنظيمي يخضع لمساحة التوقيت وبفرص زمنية لا أفقهها، وبالتالي لن أتطرق لها، وإنما إلى أمور مهمة في عالم كرة القدم ليس بالضرورة أن يشخصها فني أو محلل مختص، بقدر ما هي بديهية يدركها كل رياضي، ذلك التفوق والرتم الجمالي كسرد متقطع عكس الجمالية والإبداع والانسجام والتناغم بين أفراده، تفوق ما هو عددي أو فني بالملعب، بل كنت أستغرب حينما تشير الأخبار والمصادر إلى أن اللاعب الفلاني مصاب واللاعب العلاني موقوف بسبب تراكم الكروت ...إلخ، بينما على أرض الواقع - قصدي - الملعب نجده كاملاً! ليس بالأسماء، بل بالمستوى والنتائج والعطاء بكل بهاء، إن ما يقدمه الزعيم ومنذ سنوات خلت ما هو إلا نماذج متباينة من نجومية وتفوق وإبداع وبكل إمتاع، ويبدو أنها هي السر الحقيقي وراء تربعه على عرش البطولة من هلال إلى أن أصبح قمر 67 .
ألف مبروك للهلال على هذا الإنجاز وتستحق بأن تكون العنوان الأبرز في وسائل الإعلام.
يا خوفي من آخر المشوار
توقعت من قبل أن تكون الجولة (31) الماضية، هي التي ستكشف معالم الدوري والرؤية الكاملة له من حيث البطل والمراكز الثلاثة المتقدمة بسلسلة الترتيب، وبالفرق الثلاثة أيضاً المغادرة لدوري يلو، غير أن الواقع خاب فيه ظني باستثناء البطل وواحد من المغادرين فقط، بل كان أسبوعاً مثيراً من حيث التنافس والندية سرعان ما تحولت إلى سخونة بالمواجهات خصوصاً بفرق اشتد فيه الصراع والهروب من شبح الهبوط بين (الخماسي) الرياض والرائد وأبها والأخدود والطائي، كان للرياض طوق نجاة فيها بعد أن حول تأخره إلى تعادل أمام فريق منافس وعنيد وصعب المنال سواء بالتنظيم الفني أو بالفارق النجومي، فضلاً عن كونه من أكثر الفرق منافسة على المركز الثالث، ومرت بسلام وبنكهة الفوز، ليدخل في حسابات الهروب والتشبث بآخر درجات السلم لنجاته من السقوط، رغم ما قدمه من مستوى ونتائج كنا نعتقد بأنها كفيلة ببقائه بدوري الأضواء، مما أقلق من خلالها محبيه وأصابهم حالة من الترقب والشعور ولسان حاله يردد: يا خوفي من أخر المشوار.
لقاء الكبار المنتظر
بعد غد.. ستتجه أنظار عشاق الكرة في العالم صوب مرسول بارك، حيث لقاء عملاقي الكرة السعودية النصر والهلال وبنجومهما العالمية والمحلية خصوصاً تلك التي سجلت في لوحة كأس العالم لها عنوان، في لقاء لن يترتب عليه أي تحديد للفريقين بعد أن تأكد رسمياً مركز كل منهما إلى نهاية الدوري، فالبطل أزرق والوصيف أصفر، وإنما هي للتاريخ يسجل من خلالها عدد المواجهات ومرات الفوز بينهما، وإنما هناك ما هو في غاية الروعة والجمال والأهمية فيما لو طبقت (ممر شرفي) تكمن أهميتها بنبذ التعصب وهذا المرجو والأمل ليعكس من خلاله أشبه بندوة أو محاضرة أدبية قيّمة عن مفهوم التنافس الشريف الذي لا يعوقه تصرف مشين، بل تزداد أهميته بقطع الطريق على من يحاول شق الصف الوطني واللحمة فيما بيننا من دول لم تجد طريقاً لشقها إلا عبر جمهور الفريقين، وحتى لا أكون متجنياً الكل يشاهد ويتابع ما يدار في البرامج الرياضية في كثير من الدول التي حولنا تركيزهم على هذا الجانب اللافت والمستغرب! ولنؤكد أيضاً من هذا كله تميز الشعب السعودي العظيم والطاهر عن غيره في مسألة الوطن كخط أحمر، والولاء والانتماء لولاة الأمر (حفظهم الباري).
آخر المطاف
بمنتصف أي حدث مبهر ومتفرد وجميل، تقف أحياناً مترقباً ومتأملاً وتقرأ ما بين ثناياها من أشياء رائعة وملهمة، ليست بالضرورة فرضها على آراء وقناعات الآخرين التي عادةً ما تتصدر تمتماتهم المخجلة نفسياتهم المحبطة، وإنما يحق لك كعاشق للجمال والبهاء أن تقف معجباً ومصفقاً لمشهد يوحي لك بأن الكبار على الدوم يجعلون من الجمال عنواناً يفرض عليك الاحترام.