د. مساعد بن سعيد آل بخات
تتنافس دول العالم فيما بينها على رفع جودة التعليم، لأنها تعي جيدًا بأن التعليم هو اللبِنة الأساسية لتقدم أفراد المجتمع ونهضتها وتنميتها في شتى المجالات المتنوعة سياسياً واجتماعياً واقتصاديا ..إلخ.
ومن الركائز المهمة لجودة التعليم أن تكون البيئات المدرسية جاذبة للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات مما يساعد على تحقيق رسالة التعليم وأهدافه بتزويد أفراد المجتمع بالمعارف اللازمة واكسابهم خبرات مختلفة تساهم في بناء المجتمع عند تخرجهم من المدارس والجامعات وممارستهم للعمل الميداني في المجتمع.
ونقصد بالبيئة المدرسية هنا مجموعة من العوامل التي تكسب كل مدرسة شخصيتها المستقلة، بحيث تميزها عن غيرها من المدارس، وتجعل جميع منسوبيها يشعرون بالسعادة عند التواجد بها.
إن البيئة المدرسية الجاذبة تتكامل فيها عدة عوامل، منها:
أولًا- العلاقات بين العوامل البشرية: من إداريين وإداريات ومعلمين ومعلمات وطلاب وطالبات، والتي ينبغي أن تتحلى بالاحترام المتبادل، والالتزام بقيمة الأمانة في أداء العمل، وتحديد المسؤوليات والمهام بين الأفراد، والعمل وفق خطط مدروسة وأهداف واضحة لكي يتحقق النجاح لأفراد المدرسة ككل.
ثانيًا- التعليم والتعلم: بحيث يشعر الطلاب والطالبات بأنهم محور العملية التعليمية، وبأن المعلمين والمعلمات وُجدوا لإفادتهم بتزويدهم بالمعارف اللازمة واكسابهم خبرات مختلفة.
ثالثًا- الأدوات والتقنيات اللازمة لشرح الدروس، من مختبرات مكتملة بأدوات المنهج العلمي، ومعامل للحاسب الآلي بها أجهزة حاسب آلي على عدد الطلاب والطالبات أثناء الحصة الدراسية، وفصول دراسية بها جهاز عرض بروجكتر لإثراء الطلاب والطالبات بصور ومقاطع فيديو تدعم الدرس، ووسائل تعليمية كمجسمات ولوح..إلخ والتي من شأنها توصيل المعلومة للطلاب والطالبات بشكلٍ أفضل.
رابعًا- مراعاة جوانب النظافة والسلامة والأمان في المدرسة، بما يكفل لأولياء أمور الطلاب والطالبات بأن فلذات أكبادهم في مكان آمن ونظيف، وهذا الأمر يتطلب وجود ميزانية كافية لتنظيف الفصول الدراسية ودورات المياه والفناء الداخلي والخارجي للمدرسة، ومتابعة مستمرة من مسؤول الأمن والسلامة في المدرسة لجميع مرفقات المدرسة.
خامسًا- تفعيل الأنشطة الطلابية والتي تعين على اكتشاف مواهب وقدرات الطلاب والطالبات وصقلها بشكلٍ جيد، وقد كان لي تجربة سابقة في أحد مدارس تعليم منطقة الرياض بأن بعض الطلاب يتجهون في وقت الفسحة لمدة ثلاثين دقيقة لمراكز الأنشطة في المدرسة (النادي العلمي، الموهوبين، الكشافة، صناعة الروبوتات، التدريب ..إلخ).
ختامًا.. من العوامل التي قد يكون لها أثر في ارتفاع حصيلة غياب الطلاب والطالبات في المدارس أن بعض البيئات المدرسية غير جاذبة لهم، لأن الروتين اليومي السائد للطالب المكوث في الفصل الدراسي سبع حصص دراسية متتالية يفصلها وقت الفسحة لتناول الإفطار فقط.