محمد الخيبري
انتهت الجولة الحادية والثلاثين من دوري روشن السعودي للمحترفين زرقاء كاملة، أُعلن من خلالها تتويج الهلال بلقب الدوري قبل نهايته بثلاث جولات للمرة التاسعة عشرة في تاريخه كأعلى رقم بطولي للدوري السعودي تاريخياً.
هذه البطولة والتي حققها الهلال بكل جدارة واستحقاق هي امتداد للإنجازات والأمجاد التي سطرها الزعيم طوال تاريخه وهي أيضاً ضمن السلسلة الإعجازية والأرقام التاريخية والقياسبة التي تميز بها كبير آسيا مؤخراً حتى وصل إلى ماهو أبعد من حدود القارة الصفراء.
الجولة الحادية والثلاثون شهدت تحقيق أعلى معدل نقطي تاريخياً منذ انطلاقة الدوري بالمملكة العربية السعودية وشهدت تحقيق المعدل الأعلى من تسجيل الأهداف خلال بطولة واحدة وشهدت سلسلة الانتصارات المتتالية الأطول في مباريات الدوري منذ انطلاقته تاريخياً.
كل هذه الأرقام القابلة للزيادة سجلها الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال العظيم والذي ولد بطلاً ليلتهم البطولات ويصعد للمنصات منذ نعومة «أظافره».
وشهد هذا الموسم أيضاً تزعم الأستاذ الخلوق «فهد بن نافل» رؤساء الهلال بل ورؤساء الأندية السعودية بحصده البطولة العاشرة في سجله على مستوى كرة القدم للفرق الأولى للأندية السعودية وحصد العديد والمزيد من البطولات على مستوى الألعاب الأخرى فردية وجماعية وأيضاً تلك الأرقام قابلة للزيادة هذا الموسم والمواسم المقبلة وحتى الفترة المتبقية من مدة رئاسته للهلال الحالية.
سجل التاريخ للهلال على مستوى كرة القدم أنه الفريق الأكثر نجاعة في كل بطولة ينافس بها سواء في عدد المشاركات وعدد مباريات الفوز والأكثر غزارة بالتسجيل والأقل استقبالاً للأهداف والأكثر حصداً للنقاط وقد يتفوق الهلال في أي معيار يوضع للمقارنة أو لعمل الإحصائيات.
وعلى مستوى كرة الطائرة وكرة السلة فالهلال من أميز وأقوى فرق السعودية وحتى على مستوى الخليج والوطن العربي والقاري الهلال ذو حضور مميز وملفت وقوي ينحصر تحت بند «المنافسة الشرسة». وفي كرة القدم على مستوى الفئات السنية وفريق كرة القدم «النسائي» فالهلال كعادته حاضرٌ ومرشح قوي وأول لأي بطولة يخوض غمارها في كل موسم. وعلى مستوى الألعاب الفردية والإلكترونية فالهلال يمتلك أبطالاً عالميين استحوذوا بكل جدارة على الاهتمام الدولي والمحلي والخليجي والعربي.
مؤخراً الهلال يتصدر أخبار معظم الصحف العالمية المتخصصة بالرياضة. وكرة القدم نظراً للإنجازات غير المسبوقة والأرقام القياسية التي يحقهها ويعود لتحطيمها ليحقق أرقاماً أخرى تفوقها.
تسع وثمانون نقطة في إحدى وثلاثين جولة ضمن بها الهلال صدارة الدوري السعودي للمحترفين وضمن تحقيق بطولته للمرة التاسعة عشرة ويبتعد عن أقرب منافسيه في عشر بطولات دوري كاملة كرقم كبير جداً.
ويبتعد بفارق كبير في عدد البطولات عن أقرب منافسيه وهذه الأرقام لم تأتِ من فراغ أو أنها أتت بطرق أخرى كما يروج له من الجانب المنافس للهلال لأنه بعيد جداً عن المنطق بدليل أن ما يقارب ثلث بطولات الهلال خارجية والهلال خسر محلياً وخارجياً عدة نهائيات وبطولات.
بل إن تلك البطولات أتت بجهد واجتهاد وبعمل إداري وفني تكاملي واحترافي وبخطط مدروسة حولت بعض الإخفاقات إلى نجاح منقطع النظير وأكدت أن نادي الهلال بيئة احترافية جاذبة وأرض خصبة لنمو النجوم وتوالد الأساطير وحاضنة نموذجية لكؤوس ودروع البطولات.
الهلال كان ومازال «الابن البار» للرياضة السعودية والأكثر «براً» لكرة القدم السعودية على الرغم من وجود «بعض» الهفوات والتي كانت بسبب الأنظمة واللوائح التي تسببت في بعض الإخفاقات التي كانت لها تبعات جماهيرية وإعلامية لم تؤثر كثيراً في مسيرة الهلال والذي سرعان مايعود منافساًص وصديقاً دائماً للمنصات.
قشعريرة
تناولت الجماهير الهلالية مؤخراً بعد ضمان حصول فريقها على بطولة دوري روشن السعودي للمحترفين مسألة «الممر الشرفي» لتكريم نجوم الفريق في مباراة تتويجه بلقب البطولة.
وكان هناك تفاعل إعلامي حول هذه القضية التي تعتبر في غاية الحساسية نظراً لاتجاه الأنظار للقاء المرتقب «ديربي السعودية» بين الهلال والنصر على أرض ملعب «مرسول بارك» المحبب لدى الفريق الهلالي والذي حصد عليه أغلى البطولات كان أهمها بطولة دوري أبطال آسيا 2019.
لقاء الزعبم مع النصر يوم الجمعة القادم هو لقاء لايؤثر في خارطة الدوري المحترف فالهلال حصل على لقب البطولة والنصر وصيفه وفكرة عمل ممر شرفي للاعبي ونجوم الهلال من نجوم النصر له عدة فوائد احترافية ولوجستية من وجهة نظري المتواضعة.
الممر الشرفي وعلى الرغم من عدم قابلية الجماهير خصوصاً من الجانب النصراوي سيكون له مردوداته الإعلامية والترويجية للدوري السعودي بغض النظر عن ما تؤول إليه نتيجة المباراة وبغض النظر عن التفاعلات الجماهيرية « العاطفية» قبل وأثناء وبعد اللقاء. ومن وجهة نظري أن الممر الشرفي سيحد كثيراً من التوتر الجماهيري والاحتقان إن تم التعامل معه إعلامياً وسيحقق بعض أهداف الرؤية علماً بأن هذا العمل الاحترافي معمول به بالدوريات والبطولات العالمية.
أعلم جيداً أن فكرة الممر الشرفي غير مقبولة من الجماهير الصفراء جملة وتفصيلاً لأن الممر سيعمل لنجوم الغريم التقليدي لفريقهم وهذا رأي «عاطفي» بحت لا ألومهم عليه ولكن بالمنطق هو توتر غير مبرر ولا يخدم رياضتنا بشيء بل أمر يزيد من الاحتقان والتعصب الرياضي.
والهلال سبق وأن عُمل له ممر شوفي من أعظم فرق كرة القدم بالعالم «ريال مدريد» الإسباني بعد نهاية لقاء نهائي بطولة «كأس العالم للأندية والذي حل «هلالنا» وصيفاً لبطل كأس العالم هذا أمر يزيد رصيد رياضتنا وكرتنا السعودية على مستوى العالم.