سهوب بغدادي
«على وضح النقا» وتعني الوضوح في الشيء والشفافية، جملة بسيطة مكونة من ثلاثة حروف إلا أنها تحمل الكثير من المعاني التي تتداخل في إطارات حياتنا وتعاملاتنا اليومية، فالوضوح صفة متأصلة في الشخص، ومن يتسم بخلافها سيتسبب لغيره ولنفسه على حد سواء بالمتاعب، والخلافات، وما إلى ذلك، قد لا يتقن البعض فن الوضوح وطُرق إيصال المراد، وذلك موضع للتحسين، في حين قد يعمد البعض إلى إخفاء وإغفال الحقائق والمراد عنوةً، وبسابق معرفة وتخطيط، وكأن سياسة الظل ديدنه، فهذا يبطن استغلاله للشخص ويظهر له التحبب والتلطف، وذلك يخفي غله السحيق ويبدي ثناءه على الغير! وقد يقع الطرف المقابل في حيرة من أمره في حال اتسم بالأخير بالفراسة، فيتساءل عمّا وراء الذي قيل، ثم يباشر رحلة التقصي والبحث عن المقصد الأساس، إذ تقع بعض الفتيات في براثن الحيرة من تصرفات أحدهم، فيبدو مهتمًا بها، إلا أن نيته تنم عن النقيض، ومن يتأمل حسابات الاستشارات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة، سيستشف عمق الهوة في التواصل بين الناس، فأغلب المشاكل والاختلافات تأتي من عدم الوضوح، والمخاوف المرتبطة به، فالبعض يهاب الرفض، والبعض الآخر مجامل إلى حد الهذيان، وآخرون لا يدركون ما يفعلون، «بين منطوق لم يُقصَد، ومقصود لم يُنطَق، تضيع الكثير من المحبة».
ناسٍ على كسب المراجل مضرّاه
وناسٍ على كسب الفشيلة يضرّون
هذا على وضح النقا كل ممشاه
وهذا الى شافوه ربعه يصدون
- «سمو الأمير خالد الفيصل»