د.محمد بن عبدالرحمن البشر
المملكة العربية السعودية بها مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبها الحرمان الشريفان والكعبة المشرفة قبلة المسلمين، ويحج إليها ملايين المسلمين من كل أنحاء العالم، ويقضون شعائرهم بيسر وسهولة، وتقدم لهم الخدمات منذ وصولهم حتى مغادرتهم.
والمملكة العربية السعودية بها أكبر احتياطي عالمي من النفط، وهي أكبر مصدر له، ولديها أكبر قدرة إنتاجية منه، لكنها تنتج بالقدر الذي يحفظ توازن السوق، ومصلحة المنتجين والمستهلكين معاً، كما أن لديها انتاجاً من الغاز، وتم اكتشاف حقول جديدة تدفع بالمملكة إلى أن تكون من أكبر منتجي الغاز في العالم، كما أنها تسير بخطى واسعة في مجال تنوع مصادر الطاقة.
والمملكة العربية السعودية لها موقع جغرافي مهم، وأكبر دولة مؤثرة في الشرق الأوسط، وتنتهج سياسة حكيمة تحقق مصالحها، ومصالح دول وشعوب المنطقة، محاولة تجنيبها الحروب والأزمات، وداعية إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، مستفيدة من ثقلها السياسي، وعلاقاتها المتشابكة والمتوازنة مع دول العالم المختلفة.
والمملكة العربية السعودية بها أكبر اقتصاد بالمنطقة، وهي إحدى دول العشرين، ومن أكبر الدول في التبادل التجاري السلعي والخدماتي، وهي سوق مستوعبة للكثير من المنتجات، كما أنها تصدر الكثير من منتجاتها ذات الجودة العالية إلى الأسواق العالمية.
المملكة العربية السعودية أكبر دولة قادرة على المساهمة في حفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وهي الفاعل الحقيقي في ذلك، وتتخذ المواقف المتوازنة لحفظ أمنها، وأمن وحقوق أمتها، ومحيطها العربي، الذي يعول عليها كثيراً، وهي الحريصة على نبذ التطرف والضرب بيد من حديد على يد من يجعل له التطرف مسلكاً أو شعاراً.
المملكة العربية السعودية بها أكثر من عشرة ملايين من الأيدي العاملة، التي تحول مليارات العملة الصعبة إلى بلادها، فتقوم أسر وعوائل على ما يجنيه أبناؤها نظير جهدهم وعملهم بالمملكة التي أتاحت لهم الطرق النظامية للمساهمة فيه، كما حفظت أمنهم وقدمت لهم الخدمات المختلفة من مأكل ومشرب ومواصلات وخدمات صحية.
كل ذلك مغلف بغلاف الأمن والاستقرار الذي يعيشه المواطن والمقيم على حد سواء، والذي يساعد في جلب الاستثمارات المختلفة، وتدفق رؤوس الأموال العالمية لثقتها بالحاضر والمستقبل الذي رسمته رؤية 2030، وهي بُنيت على أسس اقتصادية واعدة ومرنه، يتم مراجعتها وتصحيح مساراته والانطلاق لبلوغ الغاية.
المملكة العربية السعودية، تقود أمة، ولهذا فهي لا تحرص على مصالحها فحسب، بل تأخذ بعين الاعتبار أمتها العربية والإسلامية، وفي ذات الوقت تقوم بالتركيز على تنوع مصادر لاسيما أن بها من الموارد الطبيعية من المعادن وطاقة سياحية، وقد أخذت في بناء صروح كبيرة لاستثمار هذه الموارد بكفاءة عالية، وقاعدة راسخة، لتكون رادفًا من روادف بناء قاعدة تنوع كبيرة يستفيد منها المواطن، والأجيال القادمة، وهذا يعتبر الاستغلال الأمثل لما حبا الله -عز وجل- المملكة من مميزات تم ذكرها آنفًا، ولا ننسى أن المملكة تطل على البحر الأحمر والخليج العربي وهي منافذ كبيرة للتبادل التجاري والتوسع في التصدير وإعادة التصدير، وأن تكون قاعدة لإعادة التصدير.
أدام الله -عز وجل- على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-