صيغة الشمري
تمثل الإستراتيجية الخمسية التي أطلقتها شركة المراعي، أهمية كبرى في إطار دعمها للأمن الغذائي بالمملكة، والذي توليه الشركة اهتماماً متعاظماً، بإسهامها في تحقيقه عبر مشاريع عملاقة متنوعة، حيث تمتلك 14 مصنعاً لإنتاج المواد الغذائية تقدم 669 منتجاً غذائياً عبر 11 علامة تجارية داخل وخارج السعودية.
الإستراتيجية الممتدة خطتها ما بين 2024 - 2028، تستهدف بشكل أساسي تعزيز مسيرة النمو المستمر، وزيادة المبيعات وتحسين الأداء المالي عبر قطاعات الشركة المختلفة، كما أنها تركز على عدة ممكنات إستراتيجية لدعم تنفيذها، مثل قدرات سلسلة التوريد، وقوة العلامة التجارية، والابتكار والتطوير، والاستدامة، والكفاءة التشغيلية، والتكنولوجيا، وكذلك تطوير قدرات رأس المال البشري.
وبالنظر إلى البرنامج الاستثماري للخطة الاستراتيجية، نجد أن مبلغ الـ18 مليار ريال المخصص له، ينبئ عن نية المراعي في تحقيق نقلة نوعية خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث خُصص المبلغ لركائز وممكنات إستراتيجية متعددة تم البدء في تنفيذ بعضها، والآخر يأتي لاحقاً، بالتوسع في قطاع الدواجن بمبلغ إجمالي 7 مليارات ريال، وكذلك تعزيز فئات المنتجات الأساسية الحالية (الألبان والعصائر والمخبوزات)، بينما هناك مليار ريال لدخول قطاعات غذائية جديدة واعدة. كما تسهم الاستراتيجية في تمكين القطاع الخاص ليسهم بفاعلية في زيادة الناتج المحلي، وتنويع الاقتصاد الوطني من خلال القطاعات الواعدة، ودعم الصناعات المحلية ذات الجودة العالية.
ويبدو أن المراعي تهتم بكافة التفاصيل المؤدية لنجاح أعمالها، إذ خصصت 4 مليارات ريال لتطوير سلسلة التوريد وقدرات المبيعات لدعم خطط التوسع المحلية والإقليمية، ومليار ريال لدعم وتسريع تطوير التكنولوجيا، ما يعكس التزام الشركة بالاستثمار في الابتكار، وهي نقطة جوهرية تتماشي مع رؤية المملكة 2030 التي يعتبر الابتكار عنصراً أساسياً في كل برامجها ومشاريعها، وبالتالي يكون الاتساق كبيراً بين الرؤية والاستراتيجية الطموحة للمراعي، للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.
وسيكون لإستراتيجية المراعي أثر إيجابي في مستقبل الاقتصادي السعودي، باعتبارها إحدى الشركات الرائدة في صناعة الأغذية محليا وعالميا، وتحافظ على مكانتها محلياً وإقليمياً بتقديم منتجات عالية الجودة تلبي توقعات المستهلكين، معتمدة في المقام الأولى على عناصر وطنية ذات خبرات وتأهيل على أعلى مستوى، تدعمها عقول مُبتكرة من مختلف بلدان العالم.