عبده الأسمري
اعتلى «هرم» المعالي بأحقية الوزارة وقدّم «مهر» العلا» بأسبقية الجدارة.. ليكون جاراً للثقة ومجاوراً للتكليف.. متأهباً للمهمات «الصعبة» واقفاً على خطوط الانطلاق موجهاً عيناً على «التحدي» وأخرى صوب «التفوق»..
رسم دوائر «الهندسة» في التشييد ومدارات «الكفاءة» في النقل ومسارات «المهارة» في التميز ومزج العلوم بالمعالم ليكون «زامر» التخصص الذي أطرب «الوطن» بأصداء الإنجاز و»ماهر» الاختصاص الذي أبهج «المنصب» بأبعاد القرار.
ظل يسابق بعد نظر ويستبق أبعاد بصيرة محولاً بصائر «الإرادة» إلى مصائر من «الإجادة» وزعها بقسمة «عادلة» في الشأن الأكاديمي والمتن الوزاري والمستقبل الدبلوماسي.
إنه وزير الشؤون البلدية والقروية السابق والسفير السعودي لدى إيطاليا سابقاً معالي الدكتور محمد بن إبراهيم الجار الله أحد أبرز الوزراء ورجال الدولة ورموز التنمية.
بوجه قصيمي جاد الملامح تسكنه علامات الجد وتقاسيم يملؤها التواد والتواضع تتشابه مع والده وتقتسم مع أخواله وعينين واسعتين تسطعان بنظرات الإنصات والثبات وشخصية ودودة الجانب زاهية الطبع باهية الطباع لينة القول شفافة الرأي وأناقة تعتمر الأزياء الوطنية المتكاملة على محيا «وقور» وكاريزما تعلو منها سلاسة الأسلوب وجزالة اللفظ ولباقة التعامل وصوت متمازج ما بين لهجة قصيمية في عمومية «التواصل» ولغة فصيحة في خصوصية «المهام» وعبارات فريدة سديدة تستند على مخزون علمي ومكنون عملي وخبرة مضيئة عنوانها «التمكن العلمي» وميدانها» التمكين الوظيفي» واعتبارات احترافية وسيرة ناصعة الذكر ومسيرة ساطعة الاستذكار, قضى الجار الله من عمره عقوداً وهو يملأ قاعات الجامعات باحترافية التدريس ويبهج ملفات المشروعات بحرفية التأسيس ويكتب على صفحات التوصيات كفاءة الشور ويعلي شؤون التنمية بوقائع الأرقام وينصر متون الدبلوماسية بحقائق المهام أكاديمياً ومسؤولاً وشورياً ووزيراً وسفيراً أقام «صروح» الإنجاز على أرض خصبة من الأداء بواقع الأهداف ووقع النتائج.
في «المذنب» جوهرة القصيم الشهيرة بزف البارزين إلى «أعراس» النماء ولد عام 1944 في منزل والده المكتظ بروح التعاضد وانطلقت «تباشير» المقدم المبارك في أرجاء القرى التي تلحفت بالفرح في مساءات «ربيعية» امتلأت ببهجة الخبر ومسرة النبأ.
نشأ صغيراً في بيئة «محافظة» تجللت بالتدين وتكللت بالتيقن وارتهن طفلاً إلى جمال النصح وامتثال التوجيه في تربية أب كريم علمه «ماهية» الفلاح سراً وجهراً، واستمر يرتوي من ضياء العطف وإمضاء الحنان في عاطفة أم متفانية أسبغت عليه بعبق الدعاء في الحضور والغياب فكبر وفي أعماقه «إرث» مبهج من الاهتمام والالتزام رسما له «خرائط» اليقين في سنوات عمر قطف فيها حصاد التربية وسداد التوجيه.
تفتحت عينا «الطفل النابه» على إضاءات «المكارم» في أوساط بلدته وإمضاءات «الفضائل» في أنحاء عشيرته وظل يقتنص من «مذياع» والده العتيق «أحاديث» المعرفة ومضى يراقب خطوات «المعلمين» وهم يتأبطون حقائبهم في ممرات قريته المسجوعة بالألفة.. موجهاً بوصلة «أمنياته» العفوية شطر «التعلم» قاطعاً وعود الذات على مرأى ومسمع والديه اللذين لمسا فيه «النبوغ» المبكر الذي أفضى إلى «التفوق» المبتكر.
تعتقت نفسه بحكايات «الحنين» التي ملأت وجدانه عن «أسفار» الباحثين عن العلوم وتشربت روحه قصص «الكادحين» التي غمرت فؤاده عن «انتصار اللاهثين وراء الأرزاق..والتي جعلته في «تواؤم» ما بين الدوافع والمنافع.
انتظم في التعليم العام وكان مغرماً بالدراسة وتمنى أن يكمل تعليمه إلا أنه اضطر للحاق بمعهد المعلمين الأوحد الذي ارتبط به مضطراً كونه المتاح فقط حينها وتخرج بالترتيب الرابع على مستوى المملكة.. وبعد أن اشتغل بالتدريس قرر الرحيل إلى «الرياض» بحثاً عن دروب جديدة من» التعليم «وبعد محاولات متعددة تم نقله على وظيفة بوزارة المعارف.
ونال تشجيعاً عميقاً من والده الذي كان داعمه الأول.
ولأنه مسكون بالكفاح ظل يعمل نهاراً ويكمل دراسته الليلية في المساء في «ثانوية المربع» ثم في مدرسة أخرى برسوم ودرس خلال تلك الفترة اللغات ومنها «الفرنسية» وشتى العلوم.. وحصل على الترتيب السادس والثلاثين على مستوى السعودية.
اتخذ الجار الله قراراً مفصلياً ومصيرياً بعد أن قدّم استقالته من التعليم والتحق بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود وواجه مصاعب الحياة بالعمل الدؤوب حيث سلك مسارات «المثابرة» وقطع مفازات» المصابرة لإرضاء «غرور» ملأ آفاق «الأمنيات» حيث ظل يعمل في الصيف لفترات متتالية حيث عمل في البنك الأمريكي ومركز الأبحاث والتنمية وشركة ألمانية وفي قاعدة الرياض الجوية وغيرها.
لازم الانضباط ومما ذكر عنه بالتأكيد أنه لم يَغب عن «مقاعد» جامعته طيلة خمس سنوات الدراسة, وبعد تخرجه ابتعث إلى جامعة ستانفورد العريقة وتخصص في هندسة التشييد ونال منها درجة الماجستير ثم واصل دراسته وحصل على درجة الدكتوراه في هندسة النقل..
عاد إلى أرض الوطن وفي حقيبته «شهادات» العلا وفي يمناه قبضة «الانتصار» وفي يسراه تلويحة «الاعتبار» وعمل أستاذاً مساعداً في الجامعة وتولى الإشراف على مشاريع الجامعة المختلفة وصدر القرار بتعيينه وكيل الجامعة لشؤون الفروع ومكث فيها فترة من الزمن ثم تم منحه «الثقة» بالتعيين عضواً بمجلس الشورى في دورته الأولى وفي عام 1416 صدر الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للشؤون البلدية والقروية واستمر فيها حتى 1424.
وقد قام بإنجازات متميزة أثناء توليه الوزارة وعمل على تنفيذ الكثير من الخطط وكان حريصاً على إيصال الخدمات إلى كل مناطق المملكة وقد عرف عنه قربه من الجميع واهتمامه بسرعة الإنجاز وبغضه للتأخير أو «التأويل» مما أسهم في تطور العمل وتسارع المنجز وقد نفذت في حقيبته الوزارية مشاريع عملاقة في كل الاتجاهات الوطنية الأربعة ووضع أسساً متعددة ومتجددة من العمل المتطور الذي شكل نقلة نوعية في أعمال الوزارة وفق خطط دؤوبة بتوقيعه رسخت «أصول» التخطيط وسخرت «فصول» التنفيذ.
وفي عام 2006 استدعته الثقة الملكية مرة أخرى حيث تم تعيينه سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في إيطاليا وظل فيها حتى عام 2010 وقد أنجز العديد من المهام وحضر عشرات المؤتمرات.
له العديد من البحوث والدراسات والاستشارات في مجال الهندسة والقطاع التنموي وقد شارك بفاعلية في الكثير من المناسبات المحلية والإقليمية والدولية وله مشاركات فاعلة على كافة أصعدة «التنمية».
غادر الجار الله أورقة العمل الحكومي بعد أن أشعل «قناديل» الأثر وأضاء «مشاعل» التأثير تاركاً «الذكر المستحق» مرتبطاً باسمه و»الشكر المستوجب» قريناً بسيرته ليحتل «الجزء المشرق» من الذاكرة و»المتن المشع» من الاستذكار..
وضع الجار «مسافات» الحصاد و»استيفاءت» السداد في دروب «مسيرة» تردد صداها ببراهين «الأدوار» وتمدد مداها بمضامين «الابتكار» ليكون «الحاضر» و»البارز» في سجلات الكبار.
محمد الجار الله الوزير الخبير والسفير القدير صاحب «السيرة» المجللة برياحين «المكانة» والمجللة بعناوين» الأمانة».