د.نايف الحمد
دون أدنى شك أن لمباراة العملاقين الهلال والنصر الدورية التي انتهت بالتعادل الإيجابي الكثير من التبعات والتأثير على المباراة المرتقبة بين الفريقين التي ستجمعهما مرة أخرى في نهائي كأس الملك نهاية شهر مايو الجاري.
الفريق الهلالي هيمن على أحداث الموسم وأرهق خصومه لاسيما الفرق الكبرى التي عانت من هزائم متكررة ومتتابعة؛ فالاتحاد خسر سبع مواجهات متتالية في سابقة تاريخية؛ والأهلي واجه الهلال في مباراتي الدوري وخسرهما؛ أما النصر فقد خسر في ثلاث مواجهات متتالية.. هذه النتائج جعلت من مواجهة الهلال حملاً ثقيلاً على النصر، وكان يخشى خسارة رابعة سيكون تأثيرها المعنوي كبيراً قبل النهائي المرتقب في ختام الموسم.
الحظ يبتسم أخيراً للنصر ويتقدم في الدقيقة الأولى من المباراة ما منح الفريق دفعة معنوية هائلة مكنت الفريق من إكمال المباراة بروح عالية ورغبة كبيرة في تغيير واقع لقاءات الفريقين هذا الموسم، مقابل حالة من الاسترخاء انتابت لاعبي الهلال جرّاء تلك السطوة التي صبغت أداء الفريق ونتائجه في موسم حطم فيه كل الأرقام، وشعورهم أن المباراة لن تغير من حقيقة الدوري التي آلت للزعيم قبل أحداث هذه المباراة.
الفريق الأصفر تمسّك بالنتيجة وترك الملعب للموج الأزرق خاصة في شوط المباراة الثاني بعد أن قدم شوطاً أول مثالياً، واكتفى في الشوط الثاني بشن عدد من الهجمات المرتدة الخطيرة على مرمى المتألق بونو حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع حيث نجح الهلال في تعديل النتيجة من ضربة جزاء تصدى لها بشجاعة هداف الفريق ميتروفيتش لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي 1/1.
رغم أن المباراة المثيرة التي أمتعت الجماهير انتهت بالتعادل إلّا أن ثمة مكاسب خرج بها الفريقان من هذا اللقاء.. فالنصر رغم أنه خسر تقدمه والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، إلّا أن النتيجة لم تكن سيئة قياساً على وضع الفريق قبل المواجهة؛ فالمباراة أعادت الشعور لدى الفريق وأنصاره أن الفريق لديه القدرة على مواجهة الهلال وهزيمته.. كما أن الهلال بالرغم من عدم تحقيقه للفوز في ظل قوة الفريق وتكامله، إلّا أن المباراة قرعت أجراس الخطر لمدرب الهلال ولاعبيه، وأظهرت أن الفريق يمكن أن يخسر إذا لم يلعب بكل طاقاته، خاصة أمام فريق منافس تعرض للعديد من الخسائر، ولا يمكن أن يواصل تلقيها بسهولة.. كما أن تفادي السقوط ومواصلة سجله الخالي من الخسارة يعد أحد مكاسب المباراة.
نقطة آخر السطر
في ديربي الرياض لم يكن الهلال في يومه، لكنه تجاوز (مطب) النصر بالتعادل؛ فهل يستفيد الزعيم من هذا الدرس ويقدم في نهائي الكأس الوجه الذي قدمه طوال مسيرته هذا الموسم ويحقق الثلاثية التاريخية لأقوى موسم عرفته الكرة السعودية؟.. موعودون بنهائي مثير نتمنى أن تسود فيه الروح الرياضية.. وسنبارك للفائز بالكأس الغالي؛ كأس الوالد القائد حفظه الله ورعاه.