عقل العقل
كعادة النصر وجماهيره وإعلامه ركزوا في هذا الموسم على مبارياتهم مع غريمهم الهلال والذي تخصص في البطولات المحلية والآسيوية هذه الأعوام بالفوز وإقصاء النصر من هذه البطولات في دلالة على علو كعب الهلال في الكرة السعودية وأرقامه تتحدث عن تفوقه في هذه المسابقات، حيث فاز باللقب الدوري التاسع عشر هذا الموسم.
المنظومة النصراوية همها مباراة أو مباراتين ضد الهلال أما الهلال فلا يهمه إن تعادل أو خسر من النصر ولكن مسابقة الدوري تحتاج إلى فكر إداري وفني ولياقي طوال الموسم إذا كنت سوف تنافس في البطولات وهذه أصبحت صنعة يجيدها الهلال والدليل فوزه حتى الآن ببطولتين هذا الموسم وأهمها بطولة دوري روشن وسوف يقابل النصر على البطولة الأغلى على كأس خادم الحرمين الشريفين، في مباراة الدريبي الأخيرة لم يكن الهلال في وضعه الطبيعي وهذه حال كرة القدم ويفترض أن النصر يحسم اللقاء في الشوط الأول ولكن الزعيم كعادته عاد وسيطر وأهدر العديد من الفرص متساوياً مع فرص النصر الضائعة في الشوط الأول.
الإعلام النصراوي ومن خلفه جماهيره حاولت تبرر عودة الهلال في المباراة وتعادله في آخر الدقائق بأن اللقطة ارتكبت خارج منطقة الجزاء ولكن في اعتقادي أن هذا الفكر التبريري هو ما يدهور النصر فبدلاً من معرفة أسباب عدم الحسم داخل الملعب نجدهم يركزون ويحللون في البرامج الرياضية هل كانت المخالفة خارج أو داخل المنطقة وهمهم الأساسي هو رصد آراء المختصين بالتحكيم في تلك البرامج ومن قال إنه غير صحيح وكأن القرار سوف يعاد إذا صرح محللي تحكيمي أن اللقطة غير صحيحة ولكن هذا التكرار في إيجاد المبررات هو بيع للوهم وجرعات من الوهم لجماهيرهم.
بدل معرفة أسباب الخلل في فريقهم، عكس المنظومة الهلالية وخروج فريقها أمام العين الإماراتي فنجد النقد ركز على الأخطاء الفنية من لاعبي الفريق وعلى الجهاز الفني والذي لم يكن في مستوى طموحات الجماهير وهذا النقد الذاتي الموضوعي هو السر في التألق الهلالي على مر السنين.
نقطة تحول تعيشها الرياضة السعودية في هذه المرحلة ومن ملامحها برامج الاستقطاب والذي يعمل بآلية واضحة وشفافة وعادلة بين أندية الصندوق وما فرق بين هذه الأندية نوعية التعاقدات ومستواها الفني وحاجة الفرق لها وهذا ما فرق مع الهلال وعزز حظوظه في حصد البطولات بعيداً عن رمي فشله على الحكام وبرنامج الاستقطاب رغم الوضوح الذي فصله مدير البرنامج الأستاذ سعد اللذيذ سواء في مقابلات تلفزيونية أو في المؤتمر الصحفي الدوري والذي وضح آلية الاستقطاب ولكن بعض إدارات أنديتنا للأسف تبرر فشلها بأوهام وخيالات بعيدة عن الحقيقة.