أ.د.عثمان بن صالح العامر
4 - المتطلبات
هذا هو المقال الرابع الذي أعرض فيه لطرف من معطيات ومحاور مبادرة (اللوبي السعودي) وقد خصصت مقال اليوم لمتطلبات هذا المشروع الواعد، والتي من أهمها في نظر صاحب المبادرة والمداخلين ونظري شخصياً ما يلي:
- الاقتناع من قبل صُنّاع القرار وأهل الرأي المؤثرين في المجتمع بأهمية إيجاد لوبي سعودي فعّال في هذا الوقت بالذات، والإسراع في اتباع الاقتناع الشخصي الشروع في العمل من أجل أن يرى المشروع النور.
- معرفة من نحن كسعوديين، ومن الآخر، وماذا نملك، وماذا لدى الآخر؟، وما هي نقاط الالتقاء التي يمكن توظيفها من أجل بناء صورة ذهنية إيجابية عنا، وفي ذات الوقت إزالة ما علق في ذهن المخاطب من تصورات سلبية لا مكان لها على الحقيقة.
- توظيف التواجد البشري السعودي الموجود في دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية سواء: (طلبة مبتعثين، أو مستثمرين ورجال أعمال، أو عاملين وموظفين) في خدمة هذا المشروع بشكل مدروس، إذ إن هناك حوالي 4 ملايين سعودي في الخارج، أكثر من 100000 منهم يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية.
- التوظيف الأمثل للطاقات والقدرات السعودية ذات الدراية في هذا الموضوع بالذات، ومن لديها الخبرة في مغازلة الشعوب وبناء الصور الذهنية بطريقة علمية، وتكاتف الجهود الأكاديمية والدبلوماسية من أجل إنجاح هذه المبادرة، وذلك من خلال الاستفادة من الكفاءات السعودية التي عملت في المواقع الدولية المختلفة.
- التعاون مع المؤسسات الدولية المتخصصة في الدول المعنية ببناء الصور الذهنية عن الدول لدى الشعوب.
- قراءة التجارب السابقة قراءة نقدية، وفي ذات الوقت الاستفادة الحقيقية من تجربة أصحاب السمو الملكي الأمراء، سمو الأمير: تركي الفيصل الذي زار أكثر من خمسين جامعة في الولايات المتحدة الأمريكية ليعرّف بالمملكة وسياستها الخارجية وطبيعة الشخصية السعودية، وسمو الأمير بندر بن سلطان الذي لعب دوراً رئيساً في التأثير على الرأي العام الأمريكي سنوات طويلة، وسمو الأميرة : ريما بنت بندر بن سلطان التي تجيد فن الإقناع والتأثير على العقلية الأمريكية بشكل فريد، حفظهم الله جميعاً.
- الاطلاع على تجارب اللوبيات الفاعلة في العالم، ودراسة تاريخها بحيادية وموضوعية، والاستفادة من النواحي الإيجابية لديها.
- تنظيم زيارات لطلاب الجامعات العالمية، وتعريفهم بواقعنا من خلال ما يرون لا ما يسمعون أو يقرأون فحسب.
- دعوة الكتاب والمثقفين المؤثرين والدبلوماسيين المعتبرين لزيارة المملكة وتزويدهم بما يعكس الصورة الإيجابية عن ديننا وشخصيتنا ونهضتنا ورؤيتنا للعالم ومنهجيتنا في التعامل مع قضاياه، وذلك من خلال الزيارات الميدانية والاحتكاك بالمواطن السعودي.
- دعم كُتّاب الرأي السعوديين وترجمة مقالاتهم ذات الصلة بالمبادرة، التي تستهدف القارئ في الخارج إلى اللغات الحية خاصة الإنجليزية، ومحاولة نشرها في الصحف المعروفة عالمياً وعبر منصات العالم الافتراضي.
- الاستفادة من مكانة المملكة الرسمية في المحافل الدولية، وبناء قنوات التأثير على المصالح المشتركة التي ستتحقق في ظل التقارب حين اتخاذ القرارات المفصلية التي تهم البلدين.
- امتلاك إعلام خارجي قوي ومؤثر، لنتحدث للآخر، بلغته، وعقليته، وثقافته، وهذا يوجب معرفة كيف تفكر الشعوب المراد التأثير عليها، وما هي ثقافتها وأعرافها وتقاليدها حتى يتسنى للوبي تجنب الصدامية وتفعيل الحوار البنّاء مع قادة الرأي العام في هذه المجتمعات.
- ومن الأهمية بمكان التركيز على البُعد الروحي للمملكة، بشرط أن يُعرض بأسلوب مشوّق يعكس حقيقة الدين وطبيعته المبنية على التسامح والحوار وقبول الآخر والتعايش مع الغير.
- التعامل مع الإعلام العالمي عموماً والغربي على وجه الخصوص بذكاء، ومثله منصات الإعلام الجديد التي تحتل اليوم مركز الصدارة في التأثير على الرأي العام.
- الاستمرار في تعزيز عناصر القوى الناعمة لما لها من أهمية في العلاقات الدولية والتأثير على الرأي العالمي العام.
- الإعداد الجيد للمرشدين السياحيين، من أجل أن يكونوا مؤهلين لعكس صورة إيجابية للسائح، أياً كانت ثقافته ولغته وعقليته ويمثلون المملكة خير تمثيل.
- إبراز التفوق السعودي في المحافل العالمية بشكل كبير، والتعريف بكل منجز دولي يتحقق لأي مواطن سعودي سواء في المجال العلمي أو الرياضي أو الطبي أو التقني أو الهندسي شخصياً أو كان رسمياً.
- توظيف استثماراتنا في الخارج وعلاقاتنا الاقتصادية بما يخدم مشروع (اللوبي السعودي) بشكل مباشر.
- المشاركة الفعالة والمؤثرة في المعارض والمؤتمرات والمحافل الدولية، والاختيار الأمثل لمن يمثل المملكة في هذه المناسبات العالمية.
- نشر ثقافة (الوطن أنت.. وأنت الوطن) لدى جميع شرائح المجتمع، لعل المواطن السعودي سائحاً كان أو مبتعثاً أو مستثمراً في العالم الخارجي يستشعر أنه في كل تحركاته وتصرفاته يمثل المملكة ولا يمثل شخصه فحسب، ويعكس أراد أو لم يُرد الصورة التي تترسخ في ذهنية من يتعامل معهم عن هذا البلد المبارك.
هذه في نظري أبرز المتطلبات التي يجب أن تكون حاضرة في الذهن حال الشروع في بناء اللوبي السعودي، استخلصت القليل منها من ثنايا ما دار من أحاديث في ذلك المساء، وأضفت عليها الكثير مما رأيته مناسباً للمقام وللحديث خاتمة في مقال قادم بإذن الله وإلى لقاء والسلام.