م. خالد إبراهيم الحجي
إن الخيال العلمي يمكن أن يكون وسيلة جيدة للتسلية والترفيه، وفي الوقت نفسه للتعبير عن الإرهاصات العلمية المبكرة، التي تنبئ عن تطبيقات عملية محتملة، تفتح أبواباً موصدة، تخرج منها الابتكارات المفيدة والاختراعات النافعة لتلعب دوراً مثمراً في حياة الإنسان. فمثلاً في عام 1977م عرضت صالات السينما فيلماً سينمائياً باسم «حرب النجوم»، «ستار وورز». يتحدث سيناريو هذا الفيلم عن كوكب عملاق ذي أطماع عدائية، يسبح في مدار فلكي على حافة المجرة الكونية، تنطلق من أرضه أسراب كثيفة من الطائرات المسيرة الهجومية، المحملة بالقنابل والصواريخ، متجهة بسرعة فائقة إلى أحد الكواكب الضعيفة لاستعماره واحتلاله الذي لم يقف سكانه مكتوفي الأيدي؛ فأخذوا يدافعون عن كوكبهم وأهليهم وذويهم دفاعاً مستميتاً بما لديهم من طائرات مسيرة، محملة بأسلحة دفاعية، انطلقت من أرض كوكبهم الصغير، في تشكيلات مختلفة، للتصدي لمسيرات الكوكب العملاق؛ يجسد الفيلم مشاهد حرب شرسة، معززة بالأصوات والألوان، وهي تدور بين المسيرات المدافعة وبين أسراب المسيرات المهاجمة في معركة مثيرة وخلابة في الفضاء الخارجي خارج المجموعة الشمسية. الآن، وبعد خمسين عاما من عرض الفيلم السينمائي أول مرة، أصبحت الطائرات المسيرة حقيقة على أرض الواقع.
والتصريح الذي أدلى به مؤخراً الرئيس التنفيذي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة، عن وجود دراسة لديهم لتحريك الغيوم من سماء الطائف إلى سماء المشاعر المقدسة لتلطيف الطقس على الحجاج في المشاعر، يمكن أن تكون هذه الدراسة إرهاصات علمية لسيناريو فيلم سينمائي هوليودي أمريكي أو بوليود هندي يتم إنتاجه وإخراجه بتقنية ثلاثية الأبعاد ثم يُعرض في صالات السينما.. ربما بعد ذلك تصبح مشاهد هذا الفيلم السينمائي مؤشرات ومقدمات لعمل مبتكر حقيقي على أرض الواقع ينفع الإنسان والبشرية في المستقبل القريب العاجل أو الآجل.