محمد العبدالوهاب
كانت رحلة شائقة وماتعة رسموا من خلالها خارطة طريق عودة (مدرسة الوسطى) لمكانه الطبيعي بدوري الكبار من بعد غياب دام 18 عاماً من الضياع ما بين الدرجة الثانية ودوري يلو، كان أبطال سفينة النجاة إدارته الشابة المتمثلة برئيسها الخلوق بندر المقيّل وعضديه الدكتور مقبل بن جديع والأستاذ حماد الدوسري.
و- للأمانة- كان لصعود الفريق مكانة واحتفائية وفرحة من رياضيين ومحايدين تفوق السعادة التي اجتاحت عشاقه بتلك العودة الميمونة، لقناعتهم جيداً بمن هو الرياض، بل كان الكثير من المتابعين لمسيرته يشيد بمستوى التفكير والطموح والتخطيط القيّم والمشرف لهذه الإدارة التي أعادت للأذهان إدارة الأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر
(الرئيس الذهبي) للنادي -رحمه الله- فعلى الرغم من الإمكانات المادية المتواضعة إلا أنها قدمت عملاً خلاقاً تبنت وتعاهدت على تنفيذ مشروع عودة النادي لدوري الأضواء.. لكن يبدو أن مقولة- دوام الحال من المحال - هي السائدة- على المستوى الرياضي أيضا! فبعد أن عاش محبوه بفرحة الصعود ها هم اليوم ينتابهم الشعور بالإحباط وتوالي الخيبات!
فبعد أن كانت بداية المشوار وخوضه لمباريات بمستويات جميلة ونتائج جديرة، إلا أنه سرعان ما تحولت إلى شتات ونقض منظومته المتناغمة انسجاماً (إداريا وفنياً ولاعبين) بدايةً بتفريطها بأسماء واعدة ساهمت في تأهله فبدلاً من تكريمها بتجديد عقودها، فرطت بهم وتم تسريحها! والاستعانة (برجيع) أندية قد لا يجدون موطئ قدم في ملاعب الحواري! وسط امتعاض وعدم قبول الفكرة من قبل د. مقبل وأ. حماد، مما أعلنا من خلالها ابتعادهما حفاظاً على استقرار الفريق، والتي كشفت حقيقة واقع الرياض المتواضع فنياً بعد رحيلهما والذي لم يُعد يقدم أي جديد على أرض الملعب، لدرجة وصل به الحال أن من ينافسه بالترتيب أخذ نصيبه من النقاط والإدارة تتفرج!
أقول: إن الرياض يعيش أسوأ مراحله الفنية والنفسية منذ تأهله والذي لم يتبق من الدوري سوى جولتين (قاب قوسين أو أدنى) من الهبوط، ما لم تحصل قدرة إلهيّة بكسب إحداها ليبقى أو رحيل فارس كان كبيراً ثم هوى.
* * * *
ما قبل الجولتين الأخيرتين
لم تحسم بعد معالم الفريقين اللذين سيرافقا الحزم لدوري يلو، من أصل أربعة فرق تناضل من أجل البقاء بدوري الأضواء (أبها والطائي والأخدود والرياض) فكل من هم يأمل في تعثر الآخر، ومنذ بداية القسم الثاني من الدوري والمنافسة بينهم مستمرة ما بين مستويات متباينة أو حتى بنتائجها المتساوية، باستثناء رائد التحدي الذي نجا من مغبة شبح الهبوط بعد فوزه المهم والأهم والمستحق على الوحدة، في المقابل حسم الأهلي المركز الثالث بعد انتصاره الكبير على أبها، بينما انتهت عملية الحسابات والترقب والإثارة بباقي المواجهات بعد أن أكدت النقاط عن ترتيب كل منهم، بدليل أن ديربي العاصمة مر مرور الكرام كلقاء باهت بالمستوى والعطاء والنتيجة التي حُسمت بتعادل عادل.
* * * *
أمسية البدر
كُلّفت بكل فخر واعتزاز من قبل الشريك الأدبي المنبثق من هيئة الأدب والنشر والترجمة وبالمقهى الثقافي دفعة 89 ممثلةً بمالكه كابتن طيار محمد العنقري، بإدارة محاور وتقديم أمسية تحت عنوان: (ليلة الوله للبدر) لاستذكار أشهر قصائده وسيرة ومسيرة حياته، بحضور (نخبة) من رواد الفكر والإعلام والثقافة، وبمشاركة من رفقاء الدرب وعشاق شعر البدر، أمثال الإعلامي القدير والشاعر (الخفي) جابر القرني، والكاتب والروائي والشاعر الجميل فارس الروضان، والشاعر والأديب محمد جبر الحربي وغيرهم، أجزم أنها ستكون ليلة من ليالي الوفاء لبدرٍ اكتمل ولن يختفي أبداً، بعد أن صاغ مفهوم الحب والجمال في أحلى ديوان، وعبر قصائده منحنا فرصة للتعبير عن المشاعر والبهاء، الكل كتب عنه بعد رحيله بدموع ألم لم تجف أوراقها بعد، والكثير تحدث عنه وقلوبهم تكتوي بجحيم الحزن والأسى، رحم الله البدر.. بعد أن شاء الله ميعاد يومه الأخير.. غفر الله له - إن شاء الله.
* * * *
آخر المطاف
قالوا:
أفعال البشر أكثر تفسيرات لأفكارهم.