منى السعدي
متى يكون الاعتراف فضيلة؟ وهل يعتبر من نقاط الضعف أن تتجنب النفس الاعتراف بما يجول في خاطرها؟
إن تجنب الاعتراف في بعض المواقف والقرارات ثقافة سلبية يكتسبها البشر نتيجة الخوف من الصورة التي يحملها الآخرون عنهم متناسين مقولة «الاعتراف بالحق فضيلة»، وهذا الشعور الممزوج بالخوف والخجل يؤدي مع مرور الوقت إلى عقدة النقص.
ويمكننا الإشارة إلى مفهوم «الاعتراف»: بأنه هو الكلام الذي يدلي به الشخص على سبيل الاعتراف عن بعض الحقائق الشخصية، والتي يفضل الشخص إخفاءها.
إن الوقوع في الخطأ والفشل في حياة الإنسان طبيعة لا يختلف عليها اثنان فلا يمكن أن يكون الإنسان على صواب وحق دائمًا فالظروف التي تواجهه تتأرجح بين الصواب والخطأ، والاعتراف بالخطأ يعتبر سلوكاً أخلاقياً واجتماعياً راقياً يزيل الأحقاد والكراهية بين الناس، وهي تنبع من إحساس داخلي وشعور بالتقصير يتبعه عزيمة صادقة وطريقة واعية وصائبة على مراجعة الأفكار والأفعال التي يقوم بها الإنسان اتجاه نفسه ومحيطه.
الاعتراف نعتبره فرصة لتحسين شيء ما في نفوسنا ووسيلة للتقدم ونقطة انطلاق لتحقيق حال أفضل لنا، كما أنه يمهد جسر علاقاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين ومفتاح لحل الكثير من المشاكل قبل أن تتفاقم علينا أثناء محاولتنا لتبريرنا وإصرارنا على مواقفنا.
في الختام: كثيرة هي القرارات التي تأخرنا في الاعتراف بها ونلوم أنفسنا في تلك المواقف ليتنا فعلنا وقلنا بما يتطلبه منا ثم نتساءل فيما بعد ما الذي كان بإمكاننا القيام به بشكل مختلف، والذي من شأنه أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في حياتنا.