سارا القرني
اقتربت السنة الدراسية من نهايتها.. وها نحن على أبواب الاختبارات النهائية لجميع مراحل التعليم، والتي سبقها إعلان وزارة التعليم عن الخطة الدراسية لعام 1446هـ (التقويم الدراسي)، ولا يزال السؤال الكبير الذي لا توجد عليه إجابة حتى هذه اللحظة هو «هل ستكون هنالك ثلاثة فصول دراسية أم ستعود لنظام الفصلين»؟
من خلال بحث بسيط على الشبكة العنكبوتية ستجد أن عدد الدول حول العالم التي تطبق نظام الفصول الدراسية الثلاثة هي 6 دول «الصين واليابان ونيجيرينا وأستراليا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية»، وأتوقع أن بريطانيا كذلك على نفس النهج، لكن ما جدوى الفصول الدراسية الثلاثة وما هي سلبياتها؟
لنبدأ أولاً بخطة تطوير المناهج التعليمية.. والتي باتت تتطلب الاطلاع والبحث والتفكير بدلاً من اتباع الخطوات وتلقي المعلومة كما هي دون أن يحرك الطالب ساكناً، فالمعلومة سابقاً كانت جاهزة في المناهج الدراسية وينقصها شرح المعلم أو المعلمة، بينما اختلف الحال عن السابق.. وهذا يتطلب جهداً أكبر، ووقتاً أطول ومتابعة دائمة، رغم أن الضغط على الطالب وأسرته سيصبح كبيراً لأنّ الفصول الثلاثة دائماً ما تنتهي باختبارات وآمال تتخللها الواجبات المدرسية، لكنها تؤتي ثمارها في كل حال، أما عن نظام الفصلين الدراسيين.. فهو ما يتفق عليه أغلبية الطلاب كونه مريحاً في إجازاته ومدة الدراسة فيه.
إحدى سلبيات الفصول الثلاثة هو كثرة الغياب.. إذ يشتكي الكثيرون من عدم انضباطية الطلاب، إضافةً إلى أنّ المعلم مجبر على إكمال المنهج سواء حضر الطلاب أم لم يحضروا، ولن يجد وقتاً كافياً لمراجعة المنهج قبل انتهاء الفصل الدراسي، فرغم مرونة الفصول الثلاثة إلا أنها أظهرت بعض الفتور لدى الطلاب خاصة في شهر رمضان المبارك، عدا عن تقليص إجازات المعلمين التي كانت أهم مكتسباتهم في الوظيفة التعليمية!
أعلم أنني أقفز من نقطة إلى أخرى.. لأنني أحاول في مساحة قصيرة التركيز على أهم النقاط التي يبوح بها الطلاب والمعلمون وكذلك الأهالي، لكنني في الواقع ورغم كل ما يقولونه.. أؤيد بشكل ضمني الفصول الثلاثة، مع المطالبة بمزيد من التعديلات عليها، فزيادة المناهج التعليمية ومدة الدراسة مرهق وإن كانت أسبابه مقبولة، إذ يكمن الحل مثلاً في تقليص عدد بعض المواد أو حجمها، مع تمديد الإجازات بين الفصول كي ينعم المعلم والطالب باستراحة المحارب التي يحتاجونها!
أعلم أن مملكتنا الحبيبة تختلف عن بقية دول العالم لوجود أغلى البقاع فيها.. مما يعني ضرورة وجود إجازات في رمضان والحج، وأنّ هذا يشكل تحدياً للوزارة، ونعلم بمدى الفجوة التعليمية بيننا وبين دول العالم في السابق، وهذا تحدٍ أكبر يُضاف إلى التحديات الكثيرة، بيد أنّ التحديات تحتاج إلى تفكير خارج الصندوق وليس صندوقاً أوسع من سابقه لنحتوي فيه المشكلة مؤقتاً!
ما يهمني أنه وحتى هذه اللحظة.. لم تعلن وزارة التعليم عن خطة العام القادم، هل ستكون بنظام الفصول الثلاثة أم تعود إلى فصلين؟ وهل قرار مثل هذا يحتاج إلى كل هذا التأخير؟