عثمان بن حمد أباالخيل
هناك أناس عصاميون وليس هناك أناس معصومون، فالعصمة للأنبياء فهم معصومون في جانب التبليغ مطلقاً لا يقع منهم خطأ ولا سهو. جميع الناس معرضون للخطأ بكل أشكاله وألوانه وكيفيته وفي كافة الأعمار، والخطأ هو نقيض الصواب، وتختلف درجات الخطأ ومدى تأثيرها على الإنسان ومدة بقائها في الذاكرة.
(الاعتذار لا يعني أنك على خطأ فقط، بل يعني أنك تُقدر العلاقة مع الآخرين وتمنحها أهمية كبيرة) جبران خليل جبران. الحكيم من يستفيد من أخطائه وأخطاء الآخرين. وقد ورد في القرآن الكريم التعبير بالخطأ؛ لما هو ضد الصواب مثل قول الله سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا} (الإسراء: 31). الخطأ الذي سوف أركز عليه الخطأ الاجتماعي والتعامل من الناس حيث وجد الإنسان. ضرورة أن يتعلم الإنسان التسامح عندما يخطئ الآخرون في حقه، وأن يحاول تجاوز الأمر، وأن يحرر نفسه من عبء تحمل الكره والحقد تجاه شخص ما لأن الجميع يخطئون.
المتتبع للأخطاء يجدها تحدث وفي نفس السياق وربما بنفس السبب وفي نفس الأسرة ودائرة العلاقات والمجتمع الصغير الذي يعيش فيه الإنسان فلماذا يكرر الإنسان الخطأ؟ أليس من الخطأ أن يتجاوز سائق المركبة إشارة المرور وهي حمراء، أليس من الخطأ أن يكذب الإنسان الذي يتقدم بطلب يد عروس عن منصبه الوظيفي والمالي والاجتماعي، أليس من الخطأ أن يصرخ الابن أو البنت في وجه أمها أو أبيها أو ترفع صوتها أو صوته. أليس من الخطأ إنقاص الوزن والكيل للناس، أليس من الخطأ أن تظلم من هو أضعف منك وأقل مالاً، أليس من الخطأ أن تسخر وتستهزئ بالسائل والمحروم، أليس من الخطأ أن تعد أطفالك وتكذب عليهم.
والآن اترك المجال للقارئ والقارئة أن يضيف عشرات الأخطاء التي تدور من حوله وربما يقوم بها. أناس أعزاء على قلوبنا رافقونا سنوات، وكانوا بمثابة الإخوة، وبسبب موقف ما، أو حدث عابر، خلاله أخطأوا. ومن الذي لا يخطئ؟ أليس هذا إجحافاً بحق الأخوة والصداقة أم هو عدم إدراك... لماذا يخطِّئون أخطاءَنا ولماذا يكررون أخطاءنا، هم يعلمون أنها أخطاء فلماذا يخطئون؟ وهل من المعقول أن يتعلم الإنسان من أخطاء الآخرين؟ عن أبي هريرة- رضى الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين). فالخطأ ليس أن تخطئ، ولكن ألا تتعلم من خطئك. لا بأس أن نتعلم من الأخطاء لكن لا تكرر الأخطاء، كمْ مرة يسقط الطفل قبل أن يتعلم المشي؟ لتصحيح الخطأ أول الاعتراف إن هناك خطأً ومن ثم تصحيح الخطأ بالصواب.
وفي الختام هناك أخطاء غير مقبولة وغير مبررة، وهناك أخطاء يمكن تصحيحها، وأخطاء أخرى قاتلة ومميتة كفانا الله جميع الأخطاء. أقتبس يجب أن تخجل من ارتكاب الخطأ وليس من الاعتراف به. - فولتير