فضل بن سعد البوعينين
لصناعة الطيران دور مهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتأثيرها المباشر على العديد من القطاعات الأخرى ومنها قطاع السياحة والنقل والخدمات اللوجستية. كما أن لها دوراً بارزاً في تحقيق المنجزات التنموية، ودعم العلاقات التجارية والاستثمارية وتعزيز تدفقاتها، وتحفيز القطاعات الاقتصادية والمساهمة الفاعلة في تحقيق مستهدفات تنويع مصادر الاقتصاد.
يسهم قطاع الطيران المدني بما يقرب من الـ 53 مليار دولار في الناتج الإجمالي المحلي، ويوفر 958 ألف وظيفة في مختلف مناطق المملكة، وتبلغ قيمة الفرص الاستثمارية فيه 100 مليار دولار، إضافة إلى دوره المهم في دعم النمو الاقتصادي، وتستهدف المملكة زيادة مساهمة قطاع الطيران العام في الناتج المحلي الإجمالي إلى عشرة أضعاف مستوياته الحالية، وبما ينعكس على مساهمة القطاعات الاقتصادية الأخرى. حيث لا يمكن لقطاعي السياحة والترفيه، والاستثمار والتجارة وغيرها من القطاعات أن تحقق مستهدفات النمو والتنوع، بمعزل عن تطوير قطاع الطيران العام الذي يعتبر عصب التنمية الاقتصادية الشاملة.
اجتهدت الحكومة منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 بتحقيق مستهدفاتها، ومن أهم تلك المستهدفات تطوير قطاع الطيران العام، بصفته المحرك الرئيس لعدد من القطاعات الاقتصادية الأخرى، وقطاع السفر والسياحة أحد أهم القطاعات المستهدفة بالتحفيز، لأهميته الاقتصادية والاجتماعية، ولتأثيره على قطاعات الاقتصاد الأخرى.
جهود مثمرة لتحقيق المستهدفات ومعالجة التحديات، في قطاع الطيران العام، توزعت على محاور مختلفة، ومنها استكمال البنية التشريعية المعززة لتدفق الاستثمارات وزيادة النمو، واستكمال البنى التحتية، وخصخصة القطاع، وإطلاق إستراتيجية تتضمن خارطة طريق لتوجهاته، ومستهدفاته، و ضخ استثمارات نوعية وعقد شراكات عالمية قادرة على تحقيق الأهداف الإستراتيجية. إضافة إلى إطلاق مؤتمر مستقبل الطيران، ليكون منصة دولية تجمع قادة وخبراء الطيران في العالم، للتعاون فيما بينهم، وتطوير حلول مبتكرة، ومناقشة قضايا النمو والاستثمار والمطارات والربط الجوي وإدارة سلاسل الإمداد والمرونة ورأس المال البشري والاستدامة، وكل ما له علاقة بصناعة الطيران، ومستقبله، وتحدياته.
نجح مؤتمر مستقبل الطيران 2024 الذي أقيم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونظمته الهيئة العامة للطيران المدني في تحقيق مستهدفاته، وتجاوز التوقعات الأولية بختام يومه الثاني، بعد إبرام 102 مذكرة تفاهم، واتفاقية، وصفقة بقيمة 75 مليار ريال.
أكثر من 30 وزيراً و77 من قادة سلطات الطيران المدني ورؤساء شركات النقل الجوي في العالم و5 آلاف من خبراء وقيادات صناعة الطيران من أكثر من 120 دولة، حضروا المؤتمر، ما يؤكد أهمية القطاع عموماً، وأهمية المؤتمر، وثقة الدول والمستثمرين والشركات العالمية في الفرص الاستثمارية التي يوفرها قطاع الطيران المدني في المملكة، ومكانتها العالمية، والثقة برؤية السعودية 2030 وما صاحبها من تحول اقتصادي نوعي، وتحولات ثقافية، ومجتمعية وتنموية مهمة.
أختم بالتأكيد على أهمية مؤتمر مستقبل الطيران، ليس لصناعة الطيران فحسب، بل وللفرص الاستثمارية المنبثقة عن رؤية 2030، والتواصل الدولي، وتعزيز منظومة المؤتمرات والمعارض السعودية، وتحويل الرياض إلى بوابة للوجهات العالمية وتعزيز مكانتها، وقدرتها على جذب الاستثمارات، وتمكينها لتكون ضمن أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم.