سلطان مصلح مسلط الحارثي
رغم التحول الكبير، والتطور المذهل، الذي حدث في كرة القدم السعودية، بارتفاع مستوى الفرق المشاركة في دوري روشن موسم 2023-2024، بتواجد لاعبين عالميين، ساهموا بتواجدهم في رفع قيمة الدوري السعودي فنياً، ليكون اليوم واحداً من أهم الدوريات التي يتجه العالم لمشاهدتها، ومتابعة نتائجه وأخباره، إلا أن هذا التطور، الذي أدهشنا وأسعدنا جميعاً، لم يواكبه تطور في البنى التحتية، حيث لا تزال بعض الأندية تعاني من مقراتها التي لا تتواكب مع المرحلة الرياضية التي يسعى المسؤولين الوصول لها، والأمر والأدهى أن نشاهد أندية دون ملاعب!! والكارثة حينما يكون ناد مثل الهلال، أكبر أندية السعودية قيمة وبطولات وجماهيرية، وبطل الدوري السعودي في نسخته «العالمية»، يبحث عن «ملعب» يتوج فيه!!
صدمة حقيقية، ومؤشر غير جيد، للكرة السعودية التي قفزت قفزات هائلة نحو العالمية، إلا أن مثل هذه الأخبار، التي صدرت مساء يوم الإربعاء، لتؤكد أن ملعب الهلال غير جاهز لاستقباله في مباراة التتويج، كانت مخيبة لآمال الجماهير الرياضية السعودية الطامحة في تقدم رياضتنا للأمام لا العودة للخلف، ليظهر السؤال المحير، متى يتوج بطل الدوري السعودي؟ وأين سيتوج؟
لا أعلم عن الإجابة، والأكيد أن القارئ الكريم، سيقرأ هذا المقال، وهو قد عرف مكان وتاريخ تتويج بطل الدوري السعودي، ولكن الحقيقة المؤلمة، كيف لفريق مثل الهلال، ملء السمع والبصر على المستوى القاري والعالمي، يبحث عن ملعب ليتوج فيه!! نحن لا نتحدث عن فريق من أدغال أفريقيا، أو فريق من شرق القارة الآسيوية، نحن نتحدث عن زعيم العرب وآسيا، وكبير العالم بأرقامه القياسية التي حفظتها موسوعة جينيس، فهل كان من الصعب ايجاد ملعب يتوج فيه الفريق البطل؟
المشروع الرياضي السعودي، الذي يدعمه معنوياً ومالياً سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- قائد رؤية 2030، يحتاج من المسؤولين الرياضيين، مواكبته بما يتلاءم مع قيمته، وبما يتواكب مع نظرة سموه الكريم، فالسعودية التي تُقبل على عدة استضافات كروية قارية وعالمية، لا يليق في بطل دوريها أن يبحث عن ملعب يتوج فيه! فهذا الخبر فيه «فضيحة» لا تليق بسمعة الدوري الذي يتواجد فيه كبار لاعبي العالم، ولا تليق بقيمة الكرة السعودية ومكانتها، لذا نتمنى أن نرى البنى التحتية في جميع مناطق المملكة، تواكب مرحلة التطور الفني، وتساير نظرة سمو ولي العهد، الطامحة في رؤية الدوري السعودي ضمن أفضل عشر دوريات عالمية.
هل تتغير خارطة أبطال السعودية؟
نبارك ونهنئ الفرق التي استطاعت أن تتأهل لدوري روشن في الموسم القادم، ويأتي على رأسها فريق القادسية، صاحب التاريخ الكبير، والإرث الرياضي العريض، والذي كان أحد أهم الفرق السعودية في الدوري الممتاز على امتداده منذ بدايته عام 1976-1977، واستطاع أن ينافس الفرق السعودية الكبيرة، بل وانتزع منها ألقابا، كما أنه يعتبر الفريق الثاني الذي حقق بطولة آسيوية بعد الهلال.
القادسية الذي كان منبعا للنجوم، واستطاع أن يقدم أكثر من نجم، خدم الرياضة السعودية من خلال المنتخب السعودي، أو حتى من خلال بعض أنديتنا التي استطاعت تحقيق منجزات خارجية، لم يكن يستطيع أن يحافظ على لاعبيه، كونه لا يملك الملاءة المالية، التي يستطيع من خلالها إغراء لاعبيه النجوم ليستمروا معه، ولكن القادسية اليوم يعود للدوري السعودي بشكل مختلف، فقد أصبح شركة تديره وتملكه الشركة السعودية العالمية «أرامكو»، وهو ما سوف يغير من طريقة تفكير القائمين على الفريق الشرقاوي، فهل هذا يكفي ليكون فريق القادسية بطلا قادما ومنافسا دائما على البطولات؟
سؤال كبير، سنحتاج معه بعض الوقت، لمعرفة التغيرات التي ربما تحدث في كرة القدم السعودية، فالفرق القادمة من الخلف، مثل القادسية ونيوم والدرعية والصقور، والتي تعود ملكيتها لشركات كبيرة، ربما يكون وضعها فارق عن أندية عريقة، تتواجد في الدوري السعودي منذ عقود طويلة، وربما تكون السنوات القادمة، شاهدة على تغييرات كبيرة، ستطرأ على المشهد الكروي الداخلي، وربما نشاهد أبطالا جددا، يقتحمون المنافسات الكروية السعودية والعربية والآسيوية وربما العالمية، وهو مايسعدنا جميعاً في الوسط الرياضي، فارتفاع مستوى المنافسة وشراستها، سيكون مردوده ايجابي على كرة القدم السعودية.
تحت السطر:
- امتعاض اللاعب الفرنسي الكبير كريم بنزيما من وضعه مع فريق الاتحاد بشكل دائم، يحتاج وقفة جادة من المسؤولين عن برنامج الاستقطاب، فإن كان اللاعب غير مرتاح، ولا يريد الاستمرار مع الاتحاد، فانتقاله لأحد أنديتنا مفتوح، وإن كنت اتوقع أن بيئة نادي الشباب مناسبة جداً لبنزيما، فالضغوط ستقل عليه، وربما يجد نفسه مع الليث، وفي المقابل، أعتقد أن فريق الشباب بحاجة للاعب بقيمة ومكانة نزيما، يحتاجه فنياً، ويحتاجه جماهيرياً، ويحتاجه إعلامياً.
- لن ألوم الأندية على رفع أسعار التذاكر والتلاعب فيها، مرة ترتفع ومرة تنخفض، ومرة ترتفع على جماهير المنافس فقط، فهي لم تجد، ويضع لها قانونا واضحا وصريحا تلتزم به، واللوم كله يقع على رابطة دوري المحترفين التي تركت الحبل على الغارب، ليصرخ المشجع الرياضي من أسعار التذاكر التي أصبح لا يستطيع دفعها إلا «التجار» و «المشاهير»! وزاد الوضع سوءا، تواجد السوق السوداء، واستغلال الجماهير الرياضية العاشقة، لدفع مبالغ فلكية، لا يمكن أن يتحملها المشجع الطبيعي.