ميسون أبو بكر
الآباء والأجداد على هذه الأرض الطيبة كافحوا كثيراً وبدأوا في بيئة صعبة وصحراء ممتدة حيث لم يكن هناك شجر وجداول ماء ونبات وزرع كما في البلاد المجاورة كبلاد الشام وبلاد الرافدين التي تعبرها أنهار وتختلف في طبيعة تضاريسها ومناخها، فاتحد أبناء نجد مع بيئتهم وتصالحوا مع محيطهم لتستمر بهم الحياة، وكافحوا لتصل هذه البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم وتطور وازدهار.
من أبناء هذه الأرض جيل مضى وجيل بيننا ومنهم أيقونات وذاكرة حية ونماذج باقية وقدوات للجيل الحالي، وقد قرأنا قصصاً وشاهدنا برامج مختلفة التقت رجال أعمال وتجاراً ومبدعين تركوا بصمتهم في اقتصاد هذه البلاد وعمارها، ولعل الأبناء اليوم ينعمون بالخير الذي تركه الأجداد ويعيشون مجدها المتجدد والذي يمضي به قادة البلاد مع شعبهم في خطوات لها صداها ووقعها.
قصص عظيمة من رواد أعمال بدأوا من الصفر ووصلوا إلى ما وصلوا إليه من تجارة واسعة وأرصدة بنكية كبيرة وأملاك قبل أن يورثها أولئك لأبنائهم وأحفادهم ورثوهم نضالهم وقصصاً من جهدهم وكدّهم ومنهم من سار على خطوهم واقتدى بهم.
اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي يسوق الفارغون لطرق الكسب بأنها يسيرة وأن بناء الثروات سهل وميسر بينما أؤمن تماماً أن الثروات التي تبقى وتستمر وتثمر وتزداد وتكبر هي التي تبدأ بخطوة وتمتد خطوات بجهد صاحبها وعمله الدؤوب للاستمرارية والحفاظ على ما اكتسبه وتعلم العمل قبل الإنفاق والتجارة قبل الكسب السريع.
قصص رائعة قال أحد أبطالها إنه رغم ثروته فقد وظّف ولده في أول أيامه في العمل في أصغر الوظائف المتوفرة ثم تدرج إلى أن وصل ليكون مديراً أو رئيساً تنفيذياً لشركاته، وهو بذلك يريد له أن يلم بأصغر الأمور حتى إن وصل إلى قمة الوظائف عرف تفاصيل ما يعمل به وشعر بما يشعر به كل موظف لديه في المنشأة.
قال أجدادنا: ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة» وقالت جدتي إنني لو جلست على جبل من مال ما لم أستثمر فيه سينتهي يوماً.
الشاب السعودي مالك شركة كاميرات المراقبة للمركبات جاء بنفسه لتركيبها والإشراف على عمله وهو لم يرث مؤسسته من والده بل كان عمله واستثماره بسبب أول حادث سير مر به وأثبتت الكاميرا للسيارة المجاورة حقه وخطأ السائق الآخر فقد سعى ليكون تاجراً صغيراً يستورد هذه الكاميرات (داش كاميرا) ويبيعها إلى أن كون له اسمه الخاص وشركته الخاصة، ومتابعته العمل بنفسه من أسرار نجاحه.
عبدالرحمن الشمري نموذج لشباب كثر في وطننا الممتد على خارطة العالم كدولة مهمة اليوم لها ثقلها السياسي ومكانتها الاقتصادية والثقافية وأبناؤها عماد تنميتها.