أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد
أنا كتابٌ كصدرِ الريح مكتهِلٌ
لا تكتفي عن تفاصيلي بعنواني
على غلافيَ رسمٌ كلما نظرتْ
عيناكِ فيه انجلى عن مشهدٍ قاني
فيه ذهولُ رمادي إذْ تغادرُه
في سطوةِ الوجعِ المقرورِ نيراني
فبادري لانكساراتي التي اختبأتْ
بينَ السطورِ وصبّي وجهَك الحاني
وبَلّلي أحرفي الظمأى فقد يبِستْ
وعَلّلي جَدْبَ أشعاري ببستانِ
* * *
كفاكِ إشعال قلبي إنني رجلٌ
ركَلتُ في مستَهَلِّ الصوتِ أكواني
منذ ابتدأتُ، ونفسي في معاركها
تخبُّ ما بين قِدّيسٍ وشيطانِ
وفي ذهوليَ أصواتٌ، وملءَ دمي
أنفاسُ من مزّقوا في البَرْد أرداني
ومن أضاعوا قصيدي، واشتروا لغةً
لئيمةً تتحرّى صحوَ أكفاني
وتنتقي ألمًا سكرانَ، تعصرُه
حروفُها في حكاياتي وأوزاني
* * *
أدنيتُ نهري، فسِلْنا في الطريقِ معًا
ولم يَـحُطْ عزمَنا المشغوفَ شَطّانِ
وكنت بعدُ حبيسًا في يدَيْ جسدي
وطينُ صلصاليَ المسنونِ يغشاني
والنهرُ يلهثُ قُدّامي، فقلتُ له:
لقد عرفتُ اكتمالي حينَ نقصاني
دعني وسِرْ، فلروحي أن تكونَ هنا
شطًّا، ويصبحَ جسمي الشاطئَ الثاني