محمد عبد الرزاق القشعمي
بدعوة كريمة من الأستاذ عبدالعزيز بن علي الشويعر رافقت عدداً من الأصدقاء الذين دعاهم أبو زكي لزيارة مسقط رأسه (جلاجل) بمنطقة سدير التي تبعد قرابة المائتي كيلو متر شمال العاصمة الرياض.
ولقد استمتعنا برحلة جماعية في حافلة مريحة تكفل بها مضيفنا حيث أقلتنا إلى هناك صباح يوم السبت 3/11/1445هـ الموافق 11/5/2024م وكان يحف بنا طوال الرحلة مضيفنا وابنه هشام بحفاوته وكرمه وعنايته وابتسامته التي لا تفارق محياه.
وعند وصولنا استقبلنا رئيس مركز جلاجل الأستاذ عبدالله السويد وعدد من مسؤولي وأعيان المدينة. كما لحق بنا عدد آخر من الرياض والأحساء والخبر والزلفي وغيرها.
وقضينا بعض الوقت في استراحة البلدية التي تكفل ببنائها الأستاذ عبدالعزيز الشويعر، وبعد أدائنا لصلاتي الظهر والعصر ألقيت بعض الكلمات والقصائد الترحيبية، تلاها جولة سريعة على أهم معالم المدينة، وخصوصاً ما أقامه أبا زكي بدءاً بالجمعية الخيرية، فنادي سدير الرياضي والذي بنى منشآته وإدارته وملاعبه ومسبحه ومركز العلاج الطبيعي وغيرها. وأخيراً مركز الأستاذ عبدالعزيز الشويعر للرعاية الصحية الأولية بمرافقه وعياداته ومقر سكن وعيادات الطبيب الزائر. وتولى مدير المركز الأستاذ خالد العمران شرح بعض تفاصيل المشروع وقصته، فتداخل معالي الدكتور حمد المانع وزير الصحة الأسبق وحكى بالتفصيل قصة انشائه قبل عشرين عاماً عندما كان مديراً للشؤون الصحية بالمنطقة الوسطى وكيف تبنى ونفذ وأضاف بلا تردد.
وسمعنا بمشاريع أخرى نفذها الشويعر في جلاجل ليس آخرها جائزة التميز التي بدأت من عام 1424هـ 2004م والتي قال في كلمة تدشينها (إن الحضارات لا تبنى إلا بجهد المخلصين الناذرين أنفسهم لخدمة أمتهم ودينهم).
بعد ذلك عدنا لاستراحة البلدية لتناول طعام الغداء والاستعداد للعودة، وقال البعض عندما رأينا هذه الأعمال الاجتماعية – ليس من رأى كمن سمع – ولهذا ولمثله أحببناه وقدرنا جهوده وما قدمه ويقدمه لوطنه ومجتمعه من أعمال إنسانية تذكر فتشكر.. ولعلنا نتذكر ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – قبل سنوات عندما انتقد أحد الكتاب بعض الأطباء الذين بدئوا بفكرة الطبيب الزائر بمدينة الزلفي، فرد عليه – حفظه الله – في كلمة بجريدة الجزيرة « الإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه «.
عرفت الأستاذ عبدالعزيز الشويعر قبل عشرين عاماً وهو يحضر أحياناً مجلس الراحل عبدالكريم الجهيمان الأسبوعي، وعند وفاة الشيخ حمد الجاسر أصبح أعضاء مجلس أمناء مركزه الخيري الثقافي.
وشاركت مع أعضاء مركز الجاسر حضور تدشين الصالة الرياضية متعددة الأغراض التي تبرع بتكاليف إنشائها لمصلحة شباب شقراء وألحقت بمشروع النادي الرياضي، ولم يكتف بذلك بل طرح فكرة إنشاء وقف لمصلحة النادي وفتح باب التبرع له بمليون وخمسمائة ألف ريال عام 1432هـ.
عرفت منه كيف بدأ حياته مكافحاً ومبتدئاً من الصفر، إذ تلقى تعليمه الابتدائي بشقراء ثم بالمعهد العلمي بالرياض فمدرساً ومساعداً لمدير مدرسة جلاجل ثم مديراً لمدرسة روضة سدير، وفي عام 1379هـ 1959م انتقل إلى الرياض ليعمل موظفاً بديوان المراقبة العامة وهو لا يحمل سوى شهادة الكفاءة مما شجعه على إكمال الدراسة ليلاً عن طريق نظام ثلاث سنوات بسنة واحدة.
وفي عام 1392هـ 1972م استقال من عمله وبدأ في مجال العمل الحر وبخاصة (العقار) باستئجار مقر صغير بشارع جرير في حي الملز بإيجار قدره أربعمائة ريال في السنة، وإلى جانب عمله بالعقار كان يساعد والده ببيع البرسيم وتوزيع أسطوانات الغاز على المنازل بعد تعبئتها.
وهكذا بالمثابرة والسهر والصدق وحسن المعاملة كسب ثقة الجميع وفتح الله عليه، فلم يبخل على وطنه ولا على مجتمعه، فقد قدم الكثير من الدعم المادي والمعنوي والبدني بلا منة ولا مباهاة. فأبو زكي رجل بسيط في مظهره، قريب إلى النفس، محبوب من الجميع، لقد وفى وقدم كثيراً لمناطق المملكة من مشاريع خيرية واجتماعية مختلفة، وله مساهمات مستمرة في كل ما يعود على المجتمع بالخير والنفع العميم. فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز (الملك) عندما كان أميراً لمنطقة الرياض قد وجه له كثيراً من خطابات الشكر والتقدير والثناء على ما قام به وما قدمه للمصلحة العامة، نذكر منها: شهادة شكر بتاريخ 5/9/1417هـ لما قدمه من تعضيد ومؤازرة ودعم في إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض. وشهادة شكر أخرى بتاريخ 24/3/1423هـ لمؤازرته للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) بالرياض. وثالثة بتاريخ 25/10/1423هـ لمساهمته في التبرع لتحقيق الأهداف المرجوة لمشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري. ورابعة بتاريخ 1/11/1425هـ لما قدمه من تبرع سخي لبناء الجزء الجنوبي من مبنى مستشفى النقاهة بالرياض. وخامسة لمشاركته وتبرعه لمشروع ابن باز لمساعدة الشباب على الزواج. وسادسة لتبرعه بمبلغ ثلاثة ملايين لمشروع إزالة وإعادة بناء المقر الحالي لمركز الرعاية الصحية بالملز. وسابعة لمساهمته في إنشاء واحة الأمير سلمان للعلوم. وثامنة لتبرعه لمجلس الإعاقة الحركية للكبار دعماً لمشروع الزواج الجماعي الثاني للمعاقين حركياً. وتاسعة لمساهمته في دعم صندوق البعثات التعليمي الخيري لمؤسسة الرياض الخيرية للعلوم.
وكذا مساهماته المتعددة لجمعية الأطفال المعاقين الوقفي بالمدينة المنورة، وتبرعه بمليون ريال باسم (واحة طيبة) وإبداءه رغبته بعدم إعلان اسمه وذلك بخطابه لسمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.
وتبرعه لمصلحة الوقف الخيري لجمعية البر بالمجمعة.
كما وجه له أمين منطقة الرياض الأستاذ عبدالله النعيم في 17/3/1407هـ خطاب شكر لمساهمته الفعالة مع بلدية الملز وتهيئته لمقرها الدائم، وكذلك دعمه للهلال الأحمر السعودي، ودعمه لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.
وشهادة شكر من مدير معهد العاصمة النموذجي لتبرعه السخي لتنسيق وتجميل حدائق المعهد.
وشهادة شكر من رئيس مجلس إدارة جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية لتبرعه لها بخمسة ملايين ريال. ومن مدير مكرز التنمية الاجتماعية بروضة سدير، ومن أمين عام الغرفة التجارية بالرياض.
كما أشاد الأستاذ عبدالله النعيم بما قدمه ويقدمه الأستاذ الشويعر وليس آخرها تبرعه بمساحة 250,000 ألف متر مربع من مخطط بشمال الرياض ليكون مقراً للسوق المركزي للخضار.. وقال إنه تبرع لمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بعنيزة بمليون وأربعمائة ألف ريال، ومساهمته بإنشاء جامعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمبلغ خمسة ملايين ريال، ومنح دراسية بمليون وخمسمائة ألف ريال.. وغير ذلك الكثير.
فمن دكان صغير لبيع البرسيم وتوزيع أسطوانات الغاز، إلى عالم التجارة، فقد تسلح بالأمانة والصدق وحسن الخلق، وهي صفات تفتح أبواب الرزق من كل جانب.
متع الله أبا زكي بالصحة والعافية والرزق الوفير وطول العمر.