سلمان بن محمد العُمري
تلزم منظمات الصحة العالمية جميع شركات الدخان والتبغ على وضع شعارات وكتابات مضمونها (الدخان سبب رئيسي في السرطان)، وتوضع هذه الكتابات على العلب الصغيرة والكراتين الكبيرة التي تحويها، وهذا متعارف عليه.
لدينا أشياء تسمى بأطياب طاغية ودخانها مضر للغاية بالصحة لأنه عصارة مواد كيميائية مخلوطة وملونة، ويتم دهن الأخشاب بها على أنها «بخور صناعي» وقد تدرجت هذه الحيل والغش، وتطورت بعد أن كانت المصانع وعمال المزارع يقومون بتجميع متبقيات الكسر الصغيرة المنتشرة بعد إخراج العود الأصلي حتى أصبحت الآن من أخشاب مدهونة بألوان ومواد لا علاقة لها بالأطياب مطلقاً وتباع لدينا في الأسواق ويستخدمها الناس مع أضرارها الصحية البالغة.
وللأسف فإن هيئة الغذاء والدواء، ووزارة الصحة لانسمع لهم قراراً، ولا اعتباراً بهذا الأمر على الرغم من أضراره الصحية، وأتمنى أن تكون هناك لجنة علمية تفحص مقاييس الدخان المنبعثة من هذه الأخشاب الملونة ولا أسميها بخوراً ولا عوداً، وقياس كثافة الدخان وما يحمله من انبعاثات دخانية سامة، وتساهل كثير من الناس في استخدامه لرخص سعره قياساً بالعطور الطبيعية باسم أنه بخور محسن أو بخور صناعي وكلا التسميتين لا صلة لهما بالحقيقة لأن الأسواق مع الأسف تعج بهذه البضاعة الرديئة وتباع لدى الباعة المتجولين أمام المساجد وفي الساحات والحراج وعند محلات (أبو ريالين) ولا يقل عنه بما يسمى (المعمول) وهو الآخر لا تدري مصدره ولا مكوناته وأصبحت الخلطات والمسميات تباع في كل مكان.
يجب قبل دخول هذه البضائع أن تكون لها شهادات صحية من مصدرها، كما يجب على الوكلاء الذين يجلبونها إلينا أن يحصلوا على رخص وموافقات من هيئة الغذاء والدواء، ولربما سأل سائل عن علاقة هذه الهيئة بهذا الأمر وهو ليس بغذاء ولا علاج، وأقول: إن المصيبة فيه، نعم هو ليس بدواء ولا علاج، بل هو داء ومرض.
يجب التحرز منه والاحتياط وإجراء الدراسات والبحوث والفحوصات عليه لأن الأدخنة التي تنبعث منه ضارة وسامة، ولدينا أناس لا يكتفون بتطييب الأجواء وتمرير البخور بل لازالت لديهم العادة السيئة في استنشاق البخور واحتضانه لمدة طويلة، وفي ظنهم أنه بخور عادي، وحتى الأطياب الطبيعية التي لم تجر عليها محسنات ضارة عند استخدامها بهذه الطريقة؛ فكيف بأخشاب مدهونة بمواد كيميائية يتم استنشاقها واستخدامها.