محمد سليمان العنقري
تحت هذا الشعار استضافت الرياض لأول مرة ممثلة بشركة مطارات الرياض المؤتمر والمعرض العالمي لمجلس المطارات الدولي أواخر الأسبوع الماضي حيث يمثل هذا المحفل الضخم فرصة لمجتمع الطيران العالمي لكي يناقشوا سنوياً الفرص والتحديات وآخر الابتكارات في إدارة وتشغيل المطارات, وقد أقيم على هامش المعرض مؤتمر وعدد من الاجتماعات والحوارات تجاوزت خمس عشرة جلسة ضمت شخصيات بارزة في إدارة المطارات العالمية وأيضاً في مجال هذه الصناعة الرائدة، كما عقد اجتماع مجلس المكتب الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ المنبثق عن مجلس المطارات العالمي ومن الجدير ذكره أن مجلس المطارات العالمي يضم في عضويته 171 دولة وتأسس عام 1952م حيث يعقد مؤتمره سنوياً ويمثل حجر الزاوية في دعم نهضة وتطور وتحديث المطارات عالمياً من خلال الربط بين الخبرات في الدول الأعضاء ونقل أفضل التجارب والممارسات الدولية في مجال تحديث المطارات حيث يضم 800 خبير في صناعة الطيران.
ويحسب لشركة مطارات الرياض نجاحها المميز باستضافة هذا المؤتمر والمعرض المصاحب له في مرحلة مهمة من النشاط والتنوع الاقتصادي الذي تعيشه المملكة بعد إطلاق رؤية 2030 فقد كان التنظيم على درجة عالية من المهنية فاجتماع قادة صناعة الطيران وتشغيل المطارات والمبتكرين في هذا المجال ليس بالأمر السهل فالأعداد كبيرة والتركيز على وضع برنامج لفترة المؤتمر ليحقق أفضل فائدة من هذا التجمع كان هو الهدف وهذا ما تحقق من خلال الحضور الكثيف ومستوى المتحدثين والمشاركات في المعرض المصاحب وقد قال معالي رئيس الطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز الدعيلج في كلمته الافتتاحية إن المستهدف حتى عام 2030 في المملكة الوصول إلى 330 مليون مسافر والربط مع 250 وجهة وأن يصل حجم الشحن عبر المطارات إلى 4،5 مليون طن وهنا لابد من النظر إلى ما تحقق حيث شهدت مطارات المملكة بشكل عام تطوراًص هائلاً في طرق التشغيل والتحديث للأنظمة حيث تتكامل منظومة النقل الجوي مع باقي قطاعات النقل في المملكة وأصبحت المطارات تعمل بكفاءة أعلى ومستوى خدمات يتطور من عام لآخر سعياً نحو الأهداف التي رسمت لمنظومة الطيران بالمملكة.
ويعد مطار الملك خالدالدولي الذي تشرف عليه شركات مطارات الرياض نموذجاً للتطور الضخم في صناعة الطيران من خلال تطوير صالاته وكذلك توسعة منطقة الشحن بالإضافة للتوسع بتقديم الخدمات داخل الصالات لتكون تجربة السفر ممتعة ومريحة وتوفر كافة احتياجات المسافر من خدمات الضيافة إلى الخدمات المالية والسوق الحرة والعديد من أنشطة التجزئة التي غطت مساحات واسعة في الصالات وحولتها إلى الجمع بين صالات لإنهاء إجراءات السفر وفق أحدث الأنظمة والتقنيات الذاتية مع الدمج بالمفهوم الترفيهي وذلك لأنسنتها، كما أتاح تخصيص تشغيل العديد من أنشطة خدمات الطيران بالإضافة لزيادة شركات الطيران الخاصة المحلية الانتقال إلى صناعة طيران متكاملة ما بين المطارات التي وفرت الفرص للعديد من الشركات لتقدم خدماتها عبر مرافق المطار والشركات الناقلة للركاب والبضائع فتعد المطارات المدنية رافداً اقتصادياً مهماً ومطار الملك خالد يحقق نتائج متقدمة في توفير فرص الاستثمار والوظائف بخلاف دوره الاقتصادي والاجتماعي غير المباشر فمن يستخدمون المطار للسفر هم رجال أعمال وموظفون وكذلك سياح ومرضى بالإضافة للزيارات الأسرية والعديد من المنافع التي تخدم اقتصاد الرياض والمملكة عموماً إضافة لقطاع الشحن ومساهمته بالتصدير والاستيراد وتسهيل التبادل التحاري مع العالم وداخل المملكة.
تحديث المطارات ركيزة أساسية لتطوير صناعة الطيران وأحد أهم مؤشرات تقدم الدول اقتصادياً وقد قال الرئيس التنفيذي لشركة مطارات الرياض الأستاذ أيمن أبوعباة «نعمل من خلال نسخة المعرض الحالية على استكشاف أحدث الاتجاهات والتحديات والفرص التي تشكل نظام المطارات والطيران العالمي» وهو ما يوضح أهمية مثل هذا المؤتمر في ظل التوجه نحو نهضة شاملة بالقطاع اللوجستي في المملكة والاتجاه نحو صناعة جوية تدعم كافة القطاعات الاقتصادية مثل السياحة والتصدير والاستيراد ودعم جاذبية الاستثمار لكافة الأنشطة الاقتصادية من خلال تكامل توفير الخدمات للمستثمرين الأجانب ومن أهمها سهولة السفر وتعدد الوجهات واستقطاب أكبر عدد من شركات الطيران ولا يتحقق ذلك إلا من خلال مطارات حديثة ومتقدمة وهذا ما يجري العمل عليه في كافة مطارات المملكة.