إيمان الدبيّان
أفئدة تهوي إليها، وقلوب متذللة خاشعة فيها، لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام في ظل ما تقدمه الدولة السعودية من رعاية واهتمام.
مكة الصغيرة مساحة والكبيرة مكانة تستقبل ملايين الحجاج في زمن ومكان واحد تحت مظلة خدمات متكاملة واستعدادات راقية يُعمل عليها على مدار عام كامل بكفاءات وطنية من المسؤولين في كل الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، وبتوجيه وإشراف من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.
حشود حجاج تدار باقتدار منذ وصولها إلى رحيلها، بل وهي في بلدها عبر مبادرة طريق مكة التي طبقت في عدد من الدول مثل: تركيا وماليزيا وغيرها من الدول الإسلامية.
مبادرة طريق مكة، هي إحدى مبادرات وزارة الداخلية السعودية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030 أُطلقت في عام 2017 وتهدف إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية للحجاج المستفيدين من المبادرة، من خلال إنهاء إجراءاتهم من بلدانهم، بدءًا من إصدار التأشيرة إلكترونيًا وأخذ الخصائص الحيوية، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، وعند وصولهم ينتقلون مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.
إن مبادرة طريق مكة هي تأكيد لمفهوم صناعة خدمة ضيوف الرحمن باحترافية رائعة تؤدي إلى تحقيق مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي لا يكتفي بتقديم الخدمة وإنما يتابع قياس أثرها وتقييم مخرجها وهذه هي الاحترافية في صناعة الخدمة المقدمة للعميل.
إن برنامج خدمة ضيوف الرحمن زاخر بالمبادرات والخدمات النوعية التي تثري البرنامج بالتعاون مع كل جهات الدولة المعنية للخروج بموسم حج رائع وذكره لامع بتشريعاته وتنظيماته المتطورة التي نظمت ورتبت قطاع الحج خاصة ما يتعلق بشركات الحج سواء شركات حجاج الداخل أو شركات حجاج الخارج، التي نلمس جهودها وإن كنا نأمل منها المزيد من الخدمات النوعية خاصة ما يتعلق بمفهوم التوعية للحاج وحتى برامج التوعية لمقدمي الخدمة، فهذه الشركات من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية وكفاءة كوادرها المهنية أرى أنه من المهم تكثيف برامج التوعية البيئية التي تتوافق مع مبادرة السعودية الخضراء ومع كل برامج رؤية المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين أجمعين.