رمضان جريدي العنزي
الأقوال بلا أفعال بضاعة الفاشلين، والعرب يكرهون القول بلا فعل، ويمجدون الصادق الذي يقول ويعمل، ويفي بالعهد والوعد، أن الذي يقول ولا يفعل مجرد غثاء وزبد، والذي يقول ويغعل كالفضة والذهب، يقول ويليام شكسبير: (الأفعال دائماً أبلغ من الأقوال، صدق ما تراه، وأنسى ما تسمعه).
قال أحد الشعراء:
إذا قلت في شيء «نعم» فأتمه
فإن «نعم» دين على المرء واجب
وإلا فقل «لا» تسترح وترح بها
لئلا يقول الناس إنك كاذب
وقال الشاعر البليغ محمد المقرن:
نبني من الأقوال قصراً شامخاً
والغعل دون الشامخات ركام
وقال الشاعر الاجتماعي (إبراهيم بن جعيثن):
واللي يقول ولا يفعل
عسى المواتر ياطنه
إن المفارقة بين ما يقوله الإنسان ويفعله، ازدواجية خادعة وتلون، ذم الله به بعض عباده المؤمنين قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}، والمتأمل اليوم في ممارسة البعض من الناس يستطيع أن يحصر هذه الظاهرة بأنها تناقض فج ما بين العقل والقلب، واللسان والفعل، إن التناقض بين القول والفعل ظاهرة خطيرة، كونها فجوة في طريق مظلم ليس فيه بصيص نور، إن الإنسان الواثق من نفسه، والمخلص في قوله، فإنه وبلا شك يكون متسقاً مع ذاته، ولن تكون أفعاله في واد، وكلامه في واد آخر، إن الصدق في القول يسبق الفعل، في الواقع والحركة والمنهج، إن على الإنسان المدرك الواعي أن ينطق بعمله قبل لسانه.