سمر المقرن
في حياة الإنسان نماذج قد تؤدي إلى فشله ويطلق عليها «توكسيك» أو السامة، والتخلص منها ضرورة حتمية لأنهم يُهبطّون من عزائم الإنسان ويحبطون إرادته ويلتهمون سلامه الداخلي!
فشل الإنسان في مرحلة من مراحل حياته ليس عيباً، بل ليس كل ما نزرعه نحصده فأحياناً تكون هناك دروس وعبر نتعلم منها في المستقبل، ولكن العيب هو الاستمرار في الفشل والسماح بوجود أشخاص «توكسيك» سامين في حياة الإنسان فهم يفسدون عليه حياته، وهي نماذج مهما فعلت لها من مجهود لن ترضى عنك بل تعرضك لآلام نفسية وجسدية وإخفاقات لا نهاية لها!
وحتى يكون الإنسان حذراً فالشخصيات السامة تتصف بسمات وملامح يجب معرفتها لتجنبها فالقدرة على تمييز هؤلاء الأشخاص نصف مشوار النجاح، لتجنبهم والتخلص منهم للأبد دون تكبد مشقة خوض سلسلة تجارب مؤلمة ومُنهكة تنال من الروح، وتثخن الإنسان بالجراح! وأولى صفات الشخصية السامة أنها تُظهر عكس ما تبطن وتتسلل إلى حياة غيرها لتعطيل نجاحهم واستنزاف الطاقات الإيجابية والعاطفية بداخلهم، وهو ما أكدته دراسات أجراها الباحثون في جامعة فردريش الألمانية، أن الأشخاص السامين يؤثرون سلبياً على أدمغة من حولهم تأثيراً يوازي تعاطي المنبهات، ويسببون توتراً وضغطاً عصبياً كبيراً قد يؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية للإنسان الذي يتعامل معهم، كما يتصفون بالنرجسية والاهتمام بأنفسهم فقط ويستعرضون آراءهم على أنها حقائق لا تقبل الشك أو التشكيك، ويرون أنفسهم العباقرة الأواحد في العالم، كما أنهم دائمو التذمر والشكوى لا يعرفون الرضا ويلقون باللوم على الأقدار بأنها السبب في مصائبهم! ويتصفون باستغلال من حولهم والتطفل عليهم لمعرفة أسرارهم لاستغلالها فيما يشبه الأجندة السرية ضدهم، ويستمتعون بتمثيل دور الضحية دائماً لكسب تعاطف الآخرين ويحسدون الناس باستمرار بتمني زوال النعمة من أيديهم، ويطالبون دائماً بحقوق من طرف واحد مثل الحب والاحترام متعطشين للسيطرة على الآخرين محاولين معاملتهم وكأنهم دمى بين أيديهم، يُصدرون طاقات سلبية باستمرار محاولين أيضاً جذب اهتمام الآخرين وفضحهم متلذذين بالثرثرة والنميمة حول غيرهم، عصبيون يثورون لأتفه الأسباب يعتقدون أنهم دائماً على صواب لا يخطئون أبداً رافضين الاعتذار متغطرسين متكبرين دائماً، مزاجيون متقلبو الحال يكرهون السعداء يحاولون إفساد حياتهم باستمرار كلها سمات يتصف بها الشخص السام!
ولنتقي شر هذه الشخصيات علينا أن نتقبلها إذا كانت من أقرب المقربين كزوج أو زوجة أو أحد الوالدين أو شريك في العمل مثلاً، فهؤلاء من الصعب مقاطعتهم تماماً ويجب الانتباه والحذر التام عند التعامل معهم للوقاية من شرهم المستطير بتقليل فترات التعامل معهم أو الاحتكاك بهم بقدر الإمكان، وتجنب الدخول في محادثات معهم ويجب اختلاق الأعذار باستمرار لوضع حدود معهم. ومهم جداً المحافظة على الثبات الانفعالي عند التعامل، وفي المقابل على الإنسان تدعيم علاقته بالشخصيات النقيضة للشخصيات السامة، وهم الإيجابون والمتفائلون والسعداء ليخلق توازناً في حياته.