عثمان أبوبكر مالي
على صافرة نهاية جولات مباريات دوري روشن لكرة القدم التي اختتمت الاثنين، وأخذ بعدها كل فريق من فرقه المشاركة موضعه (ترتيبه) الذي استحقه وفق (بوصلة) ونتاج عمل منظومته وثمرة عطائه وجهده و(صرفه) بالإضافة إلى اهتمام مسيريه (إدارة شركته) أو مجلس إدارته (إدارياً وفنيا) وجهودهم وعملهم من قبل انطلاقة الموسم وأثنائه، بغض النظر عن (المؤثرات) القوية الخارجية والمعوقات (المتعددة) المصطنعة و(المصنوعة) والتي وقفت في صالح بعض الفرق (أخذاً وقوة ودعماً) ساهمت في وضعها الفني ونتائجها ومحصلتها، فيما هناك فرقٌ أخرى وقفت لها وضدها وأضعفتها ودفعتها (شكلاً ومضموناً) لتكون في حالة سيئة ووضع مزرٍ وترتيب غير لائق، وكل حالة من هذه تستحق الكثير من الإيضاح والتبيان والنقاش والطرح، سواء من قبل الإعلاميين والكتاب والمتابعين والبرامج الرياضية أو حتى عبر منشورات السوشيل ميديا.
هناك الكثير جداً مما دّون ويدّون من (ملاحظات) في سياق العمل والأداء على كل (أذرعة) الدوري، بدءاً من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه المتعددة، سواء لجنة المسابقات أو لجنة الانضباط والأخلاق أو لجنة الحكام وغيرها من اللجان (حتى تلك التي لا تهش ولا تنش) وبشكل خاص (رابطة دوري المحترفين) وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم الدوري وتطويره وحل كل إشكالاته، ولا يبدو أنها حققت في ذلك الحد المطلوب من القبول والرضا، وأكبر دليل على ذلك أن الحديث عن الدوري كان أكثره خارج المستطيل الأخضر، وذلك (نقيصة كبيرة) لأي دوري في العالم، فالحديث القوي والمريح هو (الحديث عن الكرة) وعن العمل الناجح للدوري، وعن اللاعبين والنجوم، داخل ميادين اللعب وليس خارجها، وفي دورينا هذا العام تحول الحديث أكثره من حديث عن الكرة إلى (حديث عن الكُره) والفرق كبير، مما يولد الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام.
ولأنه عام التحول الأول لفرق الاستحواذ الأربعة مع (صندوق الاستثمارات) يقف المتابع الدقيق عند (المحصلة) الكاملة للدوري هذا العام، من حيث الإدارة والنظام ومن حيث النتائج والأداء والمستوى في كل ما يتعلق به ومبارياته والأرقام وما دوّن في (السجل الذهبي) خاصة الفرق الأربعة وما قدمته وما كانت عليه بعد (التمييز) الكبير الذي اختصت به عن باقي الفرق، وهو تمييز جاء بصرف كبير وسخاء نادر وإغداق لا يوصف وغير مسبوق من قبل على صعيد الرياضة، مما جعل الموسم مشهوداً في هذا الجانب من كل النواحي، مجسداً رؤية الخير ونظرية (جودة العطاء) لا حرمنا الله منها.
كلام مشفر
- في كل الأحوال كان الموسم في أقل عطاء (تنظيمي) وإداري له وبكل المقاييس (الكروية) ولم يرتق إلى مستوى يواكب الانطلاقة التي يستحقها، وهذا أمر طبيعي فالتجربة أولى وجديدة والأخطاء رغم تعددها (واردة) وتجاوزها ممكن وسهل وهذا تحدي الموسم القادم.
- التعاون هو الفريق الذي يستحق ـ من وجهة نظري ـ التهنئة الكبيرة على ما قدمه وما وصل إليه وتحقيقه مقعداً آسيوياً، رغم أنه ليس من أندية الاستحواذ، لكن لاعبيه كانوا شغوفين وفي مستوى تطلعات جماهيرهم.
- بعد فرق الهبوط أسوأ ما حققه فريق هذا الموسم هو الاتحاد، ليس من حيث المركز(فقط) وإنما من حيث الأداء والمستوى والروح، يكفي أنه في آخر ست مباريات خسر أربع منها وتعادل في واحدة وكسب واحدة بمعنى أنه من 18 نقطة حصل على أربع نقاط فقط، وهذه محصلة هزيلة جداً، ولأول مرة (ربما في تاريخه) يخسر الفريق ثلاث مباريات متتالية في الدوري وبهزائم ثقيلة (ثلاثة أهداف) من أبها والاتفاق والخليج (توالياً) ومن حسن حظ الاتحاديين أن الفريق جمع نقاطاً (مريحة) في الدور الأول، وإلا لنافس على عدم الهبوط.
- أستغرب من الذين يطالبون باستمرار المدرب (غاياردو) مع الفريق موسماً آخر!! مدرب بلا أفكار وبلا حلول وبلا رؤية وبلا تنظيم وبلا خيارات جيدة، لا يملك الشخصية، خسر من أقرانه الذين قابلهم كل المواجهات، بل خسر حتى من صغار المتدربين وخسر خمس بطولات في الموسم هل له هو نفسه (وجه) ليبقى موسماً آخر؟! كل من يطالب ببقائه واستمراره إما أنه لا يعرف الاتحاد أو لا يريد له العودة والخير الموسم القادم أو أنه لا يفهم كرة، سيعود (الأوفياء) إلى تسيير أموره وسيعود العميد بأسرع مما يتوقع المنافسون وينتظر العشاق.