خالد بن حمد المالك
منذ أن عرفناه، واقتربنا منه، وتعاملنا معه، وتعلمنا منه، حين كان أميراً لمنطقة الرياض، بشخصيته ومهابته وإنسانيته، كان مكانه في قلب المواطن، له محبة خاصة لا تدانيها محبة أخرى، فهو القريب من الناس، الشغوف بخدمتهم، الحريص على تحقيق ما يرضيهم ويسعدهم، يتفهم مطالبهم، ويستوعب جيداً احتياجاتهم ويحققها لهم، وما من مواطن طرق باب مكتبه إلا ووجد لدى سلمان ما يطيّب خاطره، ويحقق آماله وتطلعاته.
* *
يأتي - حفظه الله- إلى مكتبه بالإمارة في ساعة مبكرة من كل يوم، يسبق بعض الموظفين في الحضور، ويتأخر بعدهم في المغادرة، لإنجاز ملفات كثيرة تصب في خدمة المواطنين، دون أن يترك عادته في استقبال المواطنين والمقيمين قبل صلاة ظهر كل يوم، وبعد الصلاة، مستمعاً منهم لما قدموا من أجله، وموجهاً بما ينبغي أن يتم تحقيقه لكل صاحب حاجة أو شكوى أو مطلب.
* *
هذا هو الملك سلمان، الذي اعتاد أن يواسي أسرة مكلومة، أو يعود مريضاً في مستشفى، أو يهنئ مواطناً تقلَّد منصباً قيادياً أو تفوق علمياً، من كان يقود العمل الإنساني المؤسسي، ويحرص على رعاية المناسبات العلمية، ويزرع في نفوس المواطنين المحبة والتآلف فيما بينهم، بما يصعب في مقال الإلمام بكل الجوانب المضيئة في حياة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
* *
همُّهُ خدمة المواطنين، تلمُّس أوضاعهم، والعمل على ما يسعدهم، والتأكيد على المسؤولين ببذل الجهد من أجلهم، وتجنب أي تقصير حتى لا يفتقد المواطن حقه في حياة ينبغي أن يتمتع فيها برغد العيش، والمعاملة الكريمة، وقد أكدت أفعاله أنه مدرسة ملهمة لغيره، وهناك محاولات لمحاكاته، والتعلّم منه، والاقتداء به في أعماله وإنجازاته، وسجله غني ومليء بكل ما يمكن رصده من الصور الجميلة.
* *
في سفره وإقامته لا يهنأ له بال دون أن يباشر متابعة أوضاع المواطنين، بل وفي مرضه فشغله الشاغل التأكد من أن المواطن لا يشكو من شيء، ولا يُظلم في موقف، وأن معاملته بعدل وإنصاف هي ما يتم، بل إنه - حفظه الله- لا يكتفي بذلك، وإنما يشكر المواطن ويقدِّره ويرى فيه عضواً وعنصراً في الأسرة السعودية الكبيرة في ظلال هذه الدولة، المملكة العربية السعودية، بما هو موثق بالمعاملات والتعامل في كل شأن من شؤون الحياة.
* *
وفي تواضع - غير مستغرب- وخلال ترؤسه لمجلس الوزراء الثلاثاء الماضي لم يغب المواطن عن ذهن واهتمام الملك سلمان، ففي مستهل الجلسة وجَّه شكره لأبنائه وبناته شعب المملكة العربية السعودية على مشاعرهم الكريمة، ودعواتهم الطيبة، كما أعرب - رعاه الله- عن تقديره لكل من بعث بتمنياته له بالصحة والعافية، وهذا الموقف النبيل من الملك سلمان ينم عن علاقة متجذرة من الود والحب بين الملك ومواطنيه منذ كان أميراً لمنطقة الرياض، وإلى أن أصبح ملكاً يقود هذه الأمة نحو مسيرة البناء والنماء والازدهار.
* *
حفظك الله يا خادم الحرمين الشريفين قائداً ملهماً، وملكاً مقتدراً، وزعيماً محبوباً، وقامة كبيرة تفتخر بها الأمة، ومتعك بالصحة والعافية، والحمد لله على تعافيك، كما بشَّرنا بذلك سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سائلاً سموه الله أن يحفظك ويمدك بوافر الصحة والعافية لتواصل قيادتك للمملكة التي تشهد التطور والازدهار على الأصعدة كافة.