سلطان مصلح مسلط الحارثي
يختتم غداً الموسم الكروي السعودي بكأس الملك، حيث يلتقي الهلال بالنصر، في مباراة لن تكون سهلة على الطرفين، رغم أن الفوارق الفنية بين الفريقين كبيرة لصالح الهلال، ولكن مثل هذه المباريات النهائية «تُكسب» ولا «تُلعب»، والذكي من يستغل أخطاء الطرف الآخر، والخطأ في النهائيات مكلّف، ولن يكون تعويضه سهلاً.
الهلال صاحب لقبي السوبر والدوري هذا الموسم، يريدها ثلاثية وسيطرة محلية، بينما يسعى النصر لكسب أول ألقابه «الرسمية» هذا الموسم، كما يريد العودة لتحقيق لقب كأس الملك بعد أن غاب عنه 34 سنة، إلا أن هذه الرغبة النصراوية تصطدم بعنفوان الزعيم العالمي، الذي تفرد هذا الموسم، وسحق جميع الأندية التي واجهها، حتى وصل لقمة العالم، بـ34 انتصاراً متتالياً، ودون أي خسارة على المستوى المحلي، وخسارة وحيدة في هذا الموسم الطويل والشاق.
الهلال يغيب عنه واحد من أهم لاعبيه، وقائد وسطه الفنان سافيتش، بسبب البطاقة الحمراء، ولهذا يتخوف الجمهور الهلالي من هذا الغياب، ولكن جيسوس هذا الموسم، لا يتأثر فريقه بغياب أي لاعب، حتى وإن كان البديل سيعطي 50 % من عطاء سافيتش، فإن الفريق لن يتأثر، فالهلال هذا الموسم يلعب بمنظومة واحدة ومتكاملة، بينما يغيب عن النصر مدافعه الصلب لابورت، بسبب الإيقاف الانضباطي، وهذا غياب مؤثر دون شك، خاصة ونحن نتحدث عن مدافع قوي، ويستطيع بناء اللعب من الخلف، وهذا مالا يوجد له بديل في قائمة النصر.
على العموم، نحن موعودون بمباراة كبيرة، الفريقان فيها فازا بشرف السلام على راعي المباراة، وهذا هو الفوز الحقيقي، فالرعاية الملكية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كافية لتتويج الوسط الرياضي بشكل كامل، ومن هنا، لابد أن نقدم جزيل الشكر والامتنان لقيادة هذا الوطن، على كل مايبذلونه لرفع اسم المملكة في المحافل العالمية في جميع المجالات، ومنها المجال الرياضي، الذي حظي بدعم خاص وغير مسبوق، حتى أصبحت المملكة عاصمة البطولات القارية والعالمية.
بقي أن نقول: غداً، سيحزن المشجع الهلالي، سواء فاز في النهائي أو خسر، فالحزن هنا لا علاقة له بنتيجة المباراة، إنما المشجع الهلالي حزين كون هذه المباراة هي الأخيرة لفريقه خلال هذا الموسم، وكم يتمنى الهلاليون أن لا ينتهي موسمهم، فما قدمه الهلال من عطاءات فنية، ومستويات كبيرة، ومتعة كروية، جعلت المشجع الهلالي يتمنى استمرار فريقه دون توقف، وعلى النقيض تماماً، يتمنى المشجع النصراوي، أن ينتهي موسمه بأقل الأضرار، فالدعم الذي حظي به فريق النصر، لم يواكبه أي إنجاز، وهذا شكل صدمة حقيقية للمشجع النصراوي، الذي كان يأمل في أن يحقق فريقه بطولتي الدوري ودوري الأبطال، فإذا به يخرج من كل البطولات، ولذلك يتمنى النصراويون أن ينتهي موسمهم، وهذا يكفي ليفرحهم، كونهم يتأملون في أن تُصحح الأخطاء الموسم القادم.
في وداع الزعيم
حان الفراق.. ودقت ساعة الوداع.. فالقمر سيغيب وغيابه سيطول.. وكيف للعاشق أن يتحمل ألم البُعد.. فالليل موحش والغياب متعب.. والسهر دونه شقاء.. أعان الله القلوب المتولعة في زعيم الكرة الممتعة.
غداً.. آخر موعد الأحباب حيث يلتقيان قبل الغياب.. فكيف سيكون اللقاء؟.. عاشق حضر ليودع معشوقه.
غداً.. آخر موعد للهلال.. بعد أن صال وجال وحقق ما لذ وطاب.. في موسم طويل وشاق.. حضر فيه نجوم العالم.. فاكتسحهم الزعيم بهيبته وشموخه.
غداً.. يودع العاشق محبوبه .. بعد أن حقق مطلوبه .. فأي وداع سيتحمله العاشق الولهان؟.. ثلاثة أشهر مقبلة.. فترة طويلة ومملة.. سيغيب فيها الزعيم عن عشاقه.. وكأني بالعاشق المغرم يقول:
ساعة فراق ومتى نلتقي.. لا عادها الله ساعة فراق.
تحت السطر:
_ الهلال والنصر تقابلا هذا الموسم في 4 مواجهات، 3 رسمية، ومباراة ودية، وقد تفوق الهلال في 3 مباريات (ذهاب الدوري، وكأس السوبر، ونهائي كأس موسم الرياض)، وتعادلا في مباراة رابعة (إياب الدوري)، وهذا يؤكد التفوق المطلق لصالح الزعيم، إلا أن مباراة اليوم مختلفة، ومباريات الكؤوس قد يفوز فيها الفريق الأقل قيمة فنية، مثلما فعل ذلك الفيحاء والفيصلي والتعاون، حيث حققوا لقب هذه البطولة من أمام فرق كبيرة وعريقة مثل الهلال والاتحاد، ولذلك لن نستغرب في حال فاز النصر في مباراة الغد.
_ تتويج فريق الهلال مساء يوم الجمعة الماضي بلقب الدوري السعودي الـ19، في احتفالية خاصة وغير مسبوقة، فرضتها الظروف، كانت من أجمل الاحتفالات التي شاهدناها في الكرة السعودية، وربما تكون عادة للبطل في السنوات القادمة.
_ التجديد مع مدرب فريق الهلال جيسوس يعني «الاستقرار الفني»، وهذا ماكان ينتظره الجمهور الهلالي، فما قدمه جيسوس يستحق عليه الاستمرار.