وفاء سعيد الأحمري
هناك مقولة للمغني الإنجليزي وكاتب الأغاني الشهير نويل غالاغر: «لا أعيش لأعمل، بل أعمل لأعيش». تثير هذه المقولة لدي تساؤلات عميقة حول معنى الحياة والعمل، وتقدم وجهة نظر فلسفية حول كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. ويشير غالاغر من خلال هذه المقولة إلى أن العمل ليس هو محور حياته، بل هو وسيلة لتحقيق أهدافه الشخصية والعيش حياة كريمة.
عند العودة للحديث عن مقولة غالاغر تؤكد أهمية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. فالعمل مهمٌ لكسب المال وتحقيق الذات، لكنه يجب ألا يُسيطر على حياتنا، وتشرح هذه المقولة العميقة أهمية الاتزان في الحياة .لأنة مع كثرة المهام في العمل تكتشف أنك تعيش فقط لتعمل. لذلك من المهم تحديد أهم أولوياتك وفق رؤيتك الخاصة وتخصيص وقت كافٍ لكل منها بتحديد ساعات العمل ووقتك الشخصي، ولا تسمح للعمل بالتعدي على وقتك الشخصي خاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي (واتس اب) وفتح البريد الإلكتروني خارج وقت الدوام. أيضاً تعلم مهارة قول «لا»: وعدم الخجل من قول «لا» للطلبات التي تُثقل كاهلك، أو تُعيق تحقيق سلامك النفسي حتى إنه ألفت كتباً في أهمية هذه المهارة للعيش باتزان ووضع حدودك الشخصية بين حياتك وعملك. وأيضاً تخصيص وقت للتواصل مع العائلة والأصدقاء، فهذا بلا شك يُساعدك على الشعور بالسعادة والرضا والدعم النفسي. ولا تجعل روتين العمل يسحبك من هوايتك الممتعة فهي تعطي شعوراً بالسعادة والبهجة. أيضاً الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية مهم جداً لتحقيق الاتزان في حياتك وللعيش برضا وسعادة.
خلاصة القول إن مقولة نويل غالاغر تقدم وجهة نظر فلسفية حول كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. حقيقة أنني أرددها وأتذكرها عند ازدحام المهام، ومن خبرتي المتواضعة في عدم تحقيق الاتزان بين العمل وطلباته التي لا تنتهي وبين الحياة وشغفها وحبها يؤدي إلى احتراق وظيفي واختلال مصفوفة السلام النفسي؛ وبالتالي ينعكس على الحياة الشخصية والأسرية لذلك من الجيد تعلم هذه المهارة جيدا. ففي بداية عملي المهني وعودتي من الابتعاث لم أتعلمها إلا بعد اختلال منظومة سلامي الداخلي لذاك تذكر دائماً أن المنشآت دائماً تركز على أهدافها العامة فلا تنسى نفسك وأهدافك الخاصة وحياتك مع روتين العمل الذي هو جزء صغير من عالمك المتسع وقيمك المتعددة وأفقك اللا متناهي . وأعمل بحب وبترك أثر ذي قيمة وفق قيمك وإمكانيتك ولكن لا تنسى نفسك وخارطتك الخاصة.