إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
أقام معهد مسك للفنون في الفترة الماضية معرض «من حولهم» وهو معرض جمع فيه معهد مسك للفنون (20) فناناً تشكيلياً من الجيل الأول من أجيال الحركة التشكيلية السعودية عُرض من خلاله 55 عملاً فنياً من نوادر الأعمال التشكيلية السعودية اقدمها أُنتج بتاريخ 1959م.
وامتداداً لهذا التوثيق وتكريماً لهذه النخبة من التشكيليين السعوديين الذين وضعوا اللبنة الأولى في تاريخ الفن التشكيلي السعودي بدأ معهد مسك للفنون بإقامة سلسلة من المعارض التشكيلية الفردية التي يستضيف من خلالها هؤلاء الفنانين ، وكانت البداية بتاريخ 26 مايو 2024م حيث أقام معرضين فرديين للفنانين التشكيليين القديرين طه الصبان ويوسف جاها.
معرض عقيلة الخيال للفنان التشكيلي طه الصبان
وفي تعريف معهد مسك للفنون: (يشتهر طه الصبان بتصويره المتقن للشخصيات واستكشافه لموضوعات داخل المجتمع السعودي، وقد لعب دورًا كبيرًا في تنمية المجتمع الفنية في جدة، وشغل منصب أول رئيس لبيت التشكيليين في عام 1993م.
وتقدم لوحاته صورة فريدة لتراث منطقة الحجاز ونجد، وقد ألهمت مساهمته في المشهد الفني المحلي أجيالاً من المواهب الناشئة في المملكة).
جمع معرض عقيلة الخيال (45) عملاً تشكيلياً من أعمال الفنان القدير طه الصبان من حقب زمنية مختلفة جمعت بين مفرداتها المرأة حيث سلط الضوء في هذه الأعمال على المرأة ودورها الفاعل في المجتمع، وشكلت المرأة عمق المعنى لدى طه الصبان في هذه الأعمال من خلال نقاشه للمواضيع الثقافية والمجتمعية والأدوار التي قامت بها المرأة من أمومة وأسرة إلى ممارستها للعمل في الأسواق وغيرها.
وفي حديث لصحيفة الجزيرة، قال الفنان طه الصبان: (تشكر مسك على إتاحة هذه الفرصة لأعرض أعمالي في هذا المكان والتنظيم الرائع وأتشرف كوني بينهم ، ويأتي دور هذه المعارض في ابراز الجهود التي بذلها الفنانون لوصولهم إلى ما هم عليه، وعن مسيرتهم وتاريخهم الفني، أتمنى أن يطلع الجميع على هذه السير والأعمال من خلال التركيز الإعلامي عليها)
والفنان التشكيلي طه محمد صالح محمد علي الصبّان من مواليد مكة المكرمة عام 1948م تعلم الفن ذاتياً ومارسته منذ الصغر وبرزت هويته البصرية من خلال أعماله لتكون متفردة إبداعية ناقشت الكثير من الأفكار ووثقت الكثير من التراث، فتميز بتوثيقه المعماري وأعماله التي تناقش قضايا المجتمع والثقافة حتى أصبح أحد أعمدة الحركة التشكيلية السعودية وجزءا من تاريخها وجيلها الأول ليمهد الطريق ورفاقه لنهضة تشكيلية امتد أثرها إلى وقتنا الحالي.
شغل الصبان العديد من المناصب فيما يتعلق بالفن التشكيلي فكان رئيس لجنة الفنون التشكيلية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 1992م والمشرف العام على أتيليه جدة للفنون الجميلة عام 1989 ونائب رئيس اللجنة الاستشارية الفنية لأمانة محافظة جدة عام 2003 وعضو مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عام 2006 وعضو اللجنة الفنية الاستشارية لأمانة مكة المكرمة عام 2007 وحكم العديد من المعارض والمسابقات والجوائز الفنية في المملكة العربية السعودية وخارجها وشارك في العديد من المعارض التشكيلية الجماعية وأولها عام 1967 في مدينة جدة وفي العديد من معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب محلياً ودولياً، وشارك في العديد من البيناليات منها البينالي الدولي في ايطاليا عام 1970 وبينالي الشارقة عام 1993 وعام 2001 وشارك في معرض الفن السعودي المعاصر في الهند عام 1984 والقاهرة عام 1989 ومثل المملكة في العديد من الدول العربية والأوربية وأمريكا وغيرها، وأقام أكثر من (15) معرضا شخصيا محليا ودوليا، ونال العديد من الجوائز على المستوى المحلي والعربي والدولي.
معرض «تحرّي المطر» للفنان التشكيلي يوسف جاها
وفي تعريف معهد مسك للفنون: (يشتهر الفنان والمعلم يوسف جاها بلوحاته التصويرية للمناظر الطبيعية التي تكشف عن رؤى عميقة للتجربة الإنسانية. وتتميز رحلته الفنية بالتأثيرات العالمية والتفاني في التقاط جوهر بيئته، وقد حصل على جائزة تجميل مكة المكرمة، وتركت تجربته تأثيرًا دائمًا على المشهد الفني المحلي).
وتضمن المعرض سلسلة من الأعمال الفنية التي وثقت مرحلة من مراحله الفنية بين عامي 1991 و2022 والتي تعبر عن اهتمامه في بيئته ومحيطه العمراني، حيث وثق من خلال هذه الأعمال التراث المعماري وتعبيره الفني التجريدي المميز الذي عكس شخصيته الفنية من خلاله وحيث أن الغيوم كانت المفردة الرئيسية في جلّ أعماله لتقدم منظوراً مختلفاً في مساحات كبيرة تتيح له إطلاق إبداعه وتجاوز الحدود المألوفة.
وفي حديث لصحيفة الجزيرة، قال الفنان التشكيلي يوسف جاها: (قررت مسك إقامة سلسلة من المعارض الفردية في كل فترة لإثنين من الرواد، ولي الشرف برفقة الأستاذ طه الصبان أن نكون أول معارض هذه السلسة، ويسعدنا وجود هذا الجمهور لاستجابتهم لحضور هذا المعرض، دور مسك لا يتوقف عند إقامة المعارض فقط بل أنها تنظم لأهدافها وبرامجها للمستقبل لتصنع وعيا ثقافيا آخر يرتقي بالفنان التشكيلي السعودي للعالمية).
الفنان التشكيلي يوسف أحمد جاها من مواليد مكة المكرمة عام 1954م،خريج معهد التربية الفنية عام 1972م يحمل درجة البكالوريوس في التربية فنية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1983م، وعمل معلماً للتربية الفنية أقام أول معرض شخصي له في روشان غاليري بجدة في عام 1987، وشارك في العديد من معارض الرئاسة العامة للشباب والعديد من المعارض التي أقامتها الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وشارك في العديد من المعارض المحلية والدولية مثل معرض الفن الإسلامي في تركيا 1993م وبينالي القاهرة الدولي الثامن عام 2001 ومعرض إيدج أوف أربيا في لندن 2008م ومعرض عقود في مونو جاليري 2018، ولديه مقتنيات عدة داخل المملكة وخارجها منها المتحف الوطني الأردني والقاعة السعودية بالمكسيك وغيرها.
يقوم معهد مسك للفنون - التابع لمؤسسة محمد بن سلمان غير الربحية «مسك» - بدور كبير في توثيق الحركة التشكيلية السعودية وتوثيق تاريخها الكبير ومد الجسور بين أجيال الحركة التشكيلية الأولى وصولاً للأجيال الشابة من الفنانين التشكيليين في المملكة العربية السعودية والجمهور الثقافي بشكل عام كما يقوم بدور بارز في التدريب والتأهيل والدعم للأجيال الشابة لتواكب الحراك الفني العالمي من خلال العديد من البرامج والابتعاثات والإقامات وغيرها بما يتناسب مع رؤية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ودعماً للإبداع السعودي والطاقات الشابة في المملكة.