ناهد الأغا
عندما نتحدث عن الأفلام نعني بحديثنا «السينما» و»الفن السينمائي» فهي تعتبر واحدة من أهم الوسائل الإعلامية التي تلقي الضوء على تفاصيل مجتمع ما؛ تناقش قضاياه؛ وتكاد أن تكون صوته بكل وضوح وموضوعية؛ إذا ما قورنت بوسائل الإعلام الأخرى التي تؤطر ضمن إطار أكثر صرامة..
والأفلام بأعمالها الإبداعية تأخذ على عاتقها نضوج الفكر والذهن المنفتح الذي يمكن أن يتبنى الأفكار الابتكارية المستخلصة مادتها من عمق الواقع ومناقشته كحاضر وما يترتب عليه في المستقبل من تبعات..
فمثلاً الأفلام الوثائقية جرت العادة أن تكون لها قيمة وأهمية عند كافة فئات المجتمع وبمختلف أذواقهم ومشاربهم ويعزى ذلك الاهتمام.. للتفاعل الكبير الذي يوليه المجتمع مع القضايا الاجتماعية التي تكون من صلب الواقع؛ وإجمالاً مع القضايا الإنسانية التي تتصف بالمصداقية والدقة في عرضها..
ولكي تكون السينما والأفلام أداة أكثر فاعلية؛ يطمح جمهور لا بأس به من صناعها؛ أخذ استبانات الناس وآرائهم التي يمكن اعتمادها للوصول إلى محتوى هادف يصل إلى قلوب الجمهور قبل فكرهم وبالتالي يكون له التأثير الأشد عمقاً والأكثر أولوية لحيازة الدور بشكل نهائي..
وإنه من الأهمية بمكان التركيز على الجمهور المستهدف في صناعة الأفلام؛ ودراسة معمقة ومستفيضة للرسائل الموجهة له عن طريق سيناريو الفيلم وحوار الشخصيات؛ وهذا يكون حصيلة اشتراك الفنون بأنواعها والمهارات المختلفة التي تنتج الأفلام الترفيهية والوثائقية لتحضيرها للعرض في دور السينما..
واهتماماً من وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية بالعناية بهذا الفن الراقي؛ وتقديم كامل الدعم للفن السينمائي عملت على تأسيس هيئة الأفلام عام 2020 التي يكون الهدف الأول من تأسيسها تطوير قطاع الفن السينمائي وتهيئة البيئة الملائمة كي تكون حاضنة للإنتاج المحلي في المملكة؛ ومنها العمل على تسويق الأفلام السعودية لتمكين الممولين والمستثمرين وتشجيعهم على المضي قدماً بصناعة محتوى سينمائي متطور؛ وتحفيزهم على الإنتاج المتفرد؛ والسعي الحثيث لتطوير المواهب وإبراز الخبرات؛ كل ذلك يكون ضمن إجراءات مدروسة وإطار تنظيمي استثنائي يعمل على تمثيل المملكة في الفعاليات الدولية والإقليمية والمحافل السينمائية في مجال الإنتاج..
وتؤكد الهيئة في أهدافها على تسليط الضوء على صنّاع الأفلام السعوديين وتقديم كامل الدعم لهم وتحفيزهم على الإنتاج السينمائي محققة رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى أن تكون السعودية رائدة في هذا المجال على مستوى العالم؛ بل تكون السباقة في مجال صناعة الأفلام..
والهيئة في رسالتها هذه إنما ترغب ليس في تعزيز صناعة الأفلام فحسب؛ بل غايتها خلق جو من التنافس الذي يهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني عبر دعم صناع الأفلام السعوديين؛ والاهتمام بالثقافة السينمائية وإيلائها كل ما من شأنه لجعلها متطورة ورائدة على المستوى الإقليمي والدولي...
وعن نشاطات هيئة الأفلام فقد أطلقت برنامج «صنّاع الأفلام» الذي يستهدف فئة الشباب من ذوي المواهب السعودية لتطويرها والعمل على تمكينها بكل وسائل النجاح..
ويكون تمكين المواهب ضمن فريق عمل من المختصين وذوي الخبرات عبر إستراتيجية تعاون وتوأمة مع شركات إنتاج عالمية يشهد بتميزها والهدف من هذه الخطوة منح الفرص الذهبية للشباب السعودي للمشاركة في مشاريع الإنتاج السينمائي العالمية..
كما أطلقت الهيئة برنامج كادر الذي يعمل على تأمين الفرص التدريبية العملية والميدانية كفريق عمل من الممارسين والمحترفين يصل عددهم قرابة 50 صانعا للأفلام من الجنسين..
وتعمل الهيئة عبر برنامج «كادر» إلى تمكين الممارسين عبر تدريب احترافي عالي المستوى ليكون هناك لغة تفاهم وصلة وصل قوية بين خبراء صناعة الأفلام وبين الممارسين من صنّاع الأفلام لتبادل الأفكار المعرفية التي من شأنها استفادة الطرفين من تجارب بعضهما للوصول إلى الهدف المنشود ألا وهو النهوض بصناعة السينما السعودية وارتقائها إلى مستوى رفيع..
وتتفق البرامج التي تطلقها الهيئة في أهدافها حيث يكون أهمها:
رفع مستوى الكوادر الوطنية بجميع فئاتها وتمكينها وتعزيز جهدها للوصول إلى مستوى السينما العالمية؛ تهيئة المواهب الوطنية السعودية ومنحهم فرص المشاركة في صناعة السينما العالمية؛ وقبل كل ما سبق وجود الدورات التدريبية ذات المستوى العالي التي تمنح فرص الاستفادة من خبرات شركات الإنتاج السينمائي العالمية وبالتالي تذليل العقبات لوصول السعودية إلى مراكز الريادة في الإنتاج السينمائي العالمي؟